قال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود:
من صحائف إدريس النبي عليه السلام قال في صفة خلق آدم: إن الأرض عرفها
الله جل جلاله أنه يخلق منها خلقا "، فمنهم من يطيعه ومن يعصيه ، فاقشعرت
الأرض واستعطفت الله، وسألته لا يأخذ عنها من يعصيه
ويدخل النار، وأن جبرئيل أتاها ليأخذ منها طينة آدم عليه السلام فسألته
بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئا " حتى تتضرع إلى الله تعالى وتضرعت فأمره الله
تعالى بالانصراف عنها، فأمر الله ميكائيل فاقشعرت وتضرعت وسألت فأمره الله تعالى
بالانصراف عنها، فأمر الله إسرافيل بذلك فاقشعرت وسألت وتضرعت فأمره الله بالانصراف
عنها، فأمر عزرائيل فاقشعرت وتضرعت فقال: قد أمرني ربي بأمر أنا ماض له، سرك
ذاك أم ساءك، فقبض منها كما أمر الله، ثم صعد بها إلى موقفه فقال الله له: كما وليت
قبضها من الأرض وهي كارهة كذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل ما قضيت عليه الموت
من اليوم إلى يوم القيامة، فلما كان صباح يوم الأحد الثاني اليوم الثامن من خلق
الدنيا فأمر الله ملكا " فعجن طينة آدم فخلط بعضها ببعض، ثم خمرها أربعين سنة، ثم جعلها
لازبا "، ثم جعلها حمأ مسنونا أربعين سنة، ثم جعلها صلصالا " كالفخار أربعين
سنة، ثم قال للملائكة بعد عشرين ومائة سنة مذ خمر طينة آدم: " إني خالق
بشرا " من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " فقالوا: نعم، فقال
في الصحف ما هذا لفظه: فخلق الله آدم على صورته التي صورها في اللوح المحفوظ.
يقول علي بن طاوس: فأسقط بعض المسلمين بعض
هذا الكلام وقال: (إن الله خلق آدم على صورته)
فاعتقد الجسم ، فاحتاج المسلمون إلى تأويلات الحديث. وقال في الصحف: ثم جعلها جسدا
ملقى على طريق الملائكة التي (الذي خ ل) تصعد فيه إلى السماء أربعين سنه. ثم ذكر
تناسل الجن وفسادهم، وهرب إبليس منهم إلى الله وسؤاله أن يكون مع الملائكة وإجابة
سؤاله، وما وقع من الجن حتى أمر الله إبليس أن ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل
وطردهم عن الأرض التي أفسدوا فيها، وشرح كيفية خلق الروح في أعضاء آدم واستوائه
جالسا "، وأمر الله الملائكة بالسجود فسجدوا له إلا إبليس كان من الجن فلم يسجد
له. فعطس آدم فقال الله: يا آدم قل: الحمد لله رب العالمين فقال: الحمد لله رب العالمين،
قال الله: رحمك الله، لهذا خلقتك لتوحدني وتعبدني وتحمدني وتؤمن بي، ولا تكفر
بي ولا تشرك بي شيئا ".
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 120 ]