ماجيلويه،
عن عمه، عن البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي قال:
إن شابا من الانصار كان يأتي عبد الله بن العباس ، وكان عبد الله يكرمه ويدينه
فقيل له: إنك تكرم هذا الشاب وتدينه وهو شاب سوء ! يأتي القبور فينبشها بالليالي
! فقال عبد الله بن العباس إذا كان ذلك فأعلموني، قال: فخرج الشاب في بعض
الليالي يتخلل القبور فاعلم عبد الله ابن العباس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره
ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، قال: فدخل قبرا قد حفر، ثم اضطجع في
اللحد، ونادى بأعلى صوته يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الارض من تحتي فقالت:
لا مرحبا ولا أهلا قد كنت ابغضك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني ؟ ! بل
ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفا والملائكة صفوفا، فمن عدلك غدا من يخلصني ؟ ومن
المظلومين من يستنقذني ؟ ومن عذاب النار من يجيرني ؟ عصيت من ليس بأهل أن يعصى،
عاهدت ربي مرة بعد اخرى فلم يجد عندي صدقا ولا وفاءا. وجعل يردد هذا الكلام ويبكي فلما
خرج من القبر التزمه ابن عباس وعانقه ثم قال له : نعم النباش، نعم النباش، ما
أنبشك للذنوب والخطايا ! ثم تفرقا .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 130 ]
تاريخ النشر : 2024-01-15