أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الذنب والمعصية واتباع الهوى/الذنوب وانواعها واثارها/الإمام علي (عليه السلام)
عن كميل بن زياد
قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمر المؤمنين العبد يصيب الذنب فيستغفر الله منه
فما حد الاستغفار ؟ قال يابن زياد: التوبة، قلت: بس ؟ قال: لا، قلت: فكيف ؟ قال: إن
العبد إذا أصاب ذنبا يقول: استغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك ؟ قال:
الشفتان واللسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة ؟ قال: تصديق في
القلب وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه، قال كميل: فإذا فعل ذلك فإنه
من المستغفرين ؟ قال: لا، قال كميل: فكيف ذاك ؟ قال: لأنك لم تبلغ إلى الاصل
بعد، قال كميل: فأصل الاستغفار ما هو ؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت
منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب، والاستغفار اسم واقع لمعان ست: أولها
الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود أبدا، والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين
التي بينك وبينهم، والرابع أن تؤدي حق الله في كل فرض، والخامس أن تذيب اللحم
الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه، ثم تنشئ فيما بينهما لحما
جديدا، والسادس أن تذيق البدن ألم الطاعات كما أذقته لذات المعاصي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 27 ]
تاريخ النشر : 2024-01-15