محمد
بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن واصل،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبي ذر
فقال: يا أبا ذر ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة
فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب. فقال له: فكيف ترى قدومنا على الله؟ فقال:
أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله وأما المسئ منكم فكالآبق يرد على مولاه،
قال: فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إن الله يقول: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ *
وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13، 14]
قال: فقال الرجل: فأين رحمة الله؟ قال: رحمة الله قريب من المحسنين، قال: أبو عبد
الله (عليه السلام): وكتب رجل إلى أبي ذر - رضي الله عنه - يا أبا ذر أطرفني بشئ
من العلم فكتب إليه العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسئ إلى من تحبه فافعل، قال:
فقال له الرجل: وهل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبه؟ فقال له: نعم نفسك أحب الأنفس
إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 458
تاريخ النشر : 2024-01-12