قال أبو محمد الفحام:
وحدثني أبو الطيب، وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك، فقال لي: جئت يوم عاشوراء
نصف نهار ظهير والشمس تغلي ، والطريق خال من أحد، وأنا فزع من الزعار ومن أهل البلد، أتخفى إلى أن بلغت
الحائط الذي أمضي منه إلى الشباك، فمددت عيني، فإذا برجل جالس على الباب ظهره إلي كأنه
ينظر في دفتر، فقال لي: يا أبا الطيب، بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن جعفر بن الرضا.
فقلت: هذا حسين قد جاء يزور أخاه؟
قلت: يا سيدي، أمضي
أزور من الشباك وأجيئك فأقضي حقك. قال: ولم لا تدخل، يا أبا الطيب؟ فقلت له: الدار
لها مالك لا أدخلها من غير إذنه.
فقال: يا أبا الطيب،
تكون مولانا رقا، وتوالينا حقا، ونمنعك تدخل الدار! ادخل يا أبا الطيب. فقلت: امضي
أسلم عليه ولا أقبل منه: فجئت إلى الباب وليس عليه أحد فيشعر بي، وبادرت إلى عند البصري
خادم الموضع، ففتح لي الباب، ودخلت فكان يقول: أليس كنت لا تدخل الدار؟ فقال: أما أنا
فقد أذنوا لي بقيتم أنتم.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 287
تاريخ النشر : 2024-01-03