أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التقوى والعمل والورع واليقين/العمل بالقول/الإمام الباقر (عليه السلام)
حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي
بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه) في يوم التروية سنة ثمان وخمسين وأربع مائة في
مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، قال: حدثنا الشيخ
ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن عمر
اليماني، عن جابر بن يزيد الجعفي، ورواه محمد بن جعفر الأسدي أبو الحسين، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على أبي جعفر الباقر (عليه
السلام) فقال لي: يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت!
فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه،
وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله
والصلاة والصوم، وبر الوالدين، وتعاهد الجيران والفقراء والمساكين والغارمين
والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا
أمناء عشائرهم في الأشياء.
قال جابر: فقلت: يا بن رسول الله، ما نعرف
اليوم أحدا بهذه الصفة. فقال: يا جابر، لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول
أحب عليا وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا، فلو قال: إني أحب رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، ورسول الله خير من علي، ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنته، ما نفعه
حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة،
أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له، والله ما يتقرب إلى الله إلا بالعمل،
وما معنا براءة من النار، وما لنا على الله (لاحد) من حجة، من كان (لله) مطيعا فهو
لنا ولي، ومن كان (لله) عاصيا فهو لنا عدو، والله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 735
تاريخ النشر : 2023-03-31