أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الصادق (عليه السلام)
روي عن الصادق
عليه السلام أنه قال: دخلت أم سلمة بنت أمية على عائشة لما أزمعت الخروج إلى
البصرة فحمدت الله وصلت على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قالت: يا هذه أنت سدة
بين رسول الله وبين أمته وحجابه عليك مضروب وعلى حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا
تندحيه وضم ضفرك فلا تنشريه واسكني عقيرتك فلا تصحريها إن الله من وراء هذه الامة
قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد إليك فعل بك فقد نهاك عن الفرطة في
البلاد، ان عمود الدين لن يثاب بالنساء إن مال، ولا يرأب بهن إن انصدع، حمادي
النساء غض الاطراف وضم الذيول والاعطاف وما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عارضك في بعض هذه الفلوات وأنت ناصّة قعودا من منهل إلى منهل ومنزل
إلى منزل ولغير الله مهواك وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تردين وقد هتكت
عنك سجافه ونكثت عهده وبالله أحلف لو أن سرت مسيرك ثم قيل لي: ادخلي الفردوس
لاستحييت من رسول الله أن ألقاه هاتكة حجابا ضربه علي صلى الله عليه وآله وسلم
فاتقي الله واجعليه حصنا وقاعة الستر منزلا حتى تلقينه أطوع ما تكونين لربك ما
قصرت عنه وأنصح ما تكونين لله ما لزمتيه، وأنصر ما تكونين للدين ما قعدت عنه
وبالله أحلف لو حدثتك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله لنهشتني نهش
الرقشاء المطرقة.
فقالت لها
عائشة: ما أعرفني بموعظتك وأقبلني لنصيحتك ليس مسيري على ما تظنين ما أنا بالمغترة
ولنعم المطلع تطلعت فيه فرقت بين فئتين متشاجرتين فإن أقعد ففي غير حرج وإن أخرج
ففيما لا غناء عنه من الازدياد به في الاجر.
قال الصادق عليه
السلام: فلما كان من ندمها أخذت أم سلمة تقول:
لو كان معتصما من زلة أحد * كانت
لعائشة الرتبى على الناس
من زوجة لرسول الله فاضلة * وذكر آي من القرآن مدراس
وحكمة لم تكن إلا لهاجسها * في الصدر يذهب عنها كل وسواس
يستنزع الله من قوم
عقولهم * حتى يمر الذي يقضي على الرأس
ويرحم الله أم المؤمنين لقد * تبدلت لي
إيحاشا بإيناس
فقالت لها عائشة: شتمتيني يا أخت ؟ فقالت لها أم سلمة: لا ولكن
الفتنة إذا أقبلت غطت عين البصير وإذا أدبرت أبصرها العاقل والجاهل.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 151 ]
تاريخ النشر : 2025-08-25