أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
الكافية في
إبطال توبة الخاطئة عن نوح بن دراج عن إسحاق قال: دعا عثمان بن حنيف عمران بن
الحصين الخزاعي وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبعثه وبعث معه أبا
الاسود الدئلي إلى طلحة والزبير وعائشة فقال: إنطلقا فاعلما ما أقدم علينا هؤلاء
القوم وما يريدون ؟. قال أبو الأسود: فدخلنا على عائشة فقال لها عمران بن الحصين:
يا أم المؤمنين ما أقدمك بلدنا ولم تركت بيت رسول الله الذي فارقك فيه ؟ وقد أمرك أن
تقري في بيتك وقد علمت أنك إنما أصبت الفضيلة والكرامة والشرف وسميت أم المؤمنين
وضرب عليك الحجاب ببني هاشم فهم أعظم الناس عليك منة وأحسنهم عندك يدا ولست من
اختلاف الناس في شيء لولا لك من الامر شيء وعلي أولى بدم عثمان فاتقي الله واحفظي
قرابته وسابقته فقد علمت أن الناس بايعوا أباك فما أظهر عليه خلافا وبايع أبوك عمر
وجعل الامر له دونه فصبر وسلم ولم يزل بهما برا ثم كان من أمرك وأمر الناس وعثمان
ما قد علمت ثم بايعتم عليا (عليه السلام) فغبنا عنكم فأتتنا رسلكم بالبيعة فبايعنا
وسلمنا. فلما قضى كلامه قالت عائشة: يا أبا عبد الله ألقيت أخاك أبا محمد يعني
طلحة ؟ فقال لها: ما لقيته بعد وما كنت لآتي أحدا ولا أبدأ به قبلك. قالت: فأته
فانظر ماذا يقول. قال: فأتيناه فكلمه عمران فلم يجد عنده شيئا مما يحب فخرجنا من
عنده فأتينا الزبير وهو متكئ وقد بلغه كلام عمران وما قال لعائشة فلما رآنا قعد
وقال: أيحسب ابن أبي طالب أنه حين ملك ليس لاحد معه أمر فلما رأى ذلك عمران لم
يكلمه فأتى عمران عثمان فأخبره. وعن أسوس [أشرس " خ "] العبدي عن عبد
الجليل بن إبراهيم أن الاحنف بن قيس أقبل حين نزلت عائشة أول مرحلة من البصرة فدخل
عليها فقال: يا أم المؤمنين وما الذي أقدمك وما أشخصك وما تريدين ؟ قالت: يا أحنف
قتلوا عثمان فقال: يا أم المؤمنين مررت بك عام أول بالمدينة وأنا أريد مكة وقد
أجمع الناس على قتل عثمان ورمي بالحجارة وحيل بينه وبين الماء فقلت لك: يا أم
المؤمنين اعلمي أن هذا الرجل مقتول ولو شئت لتردين عنه وقلت: فإن قتل فإلى من ؟
فقلت: إلى علي بن أبي طالب. قالت: يا أحنف صفوه حتى إذا جعلوه مثل الزجاجة قتلوه.
فقال: لها أقبل قولك في الرضا ولا أقبل قولك في الغضب.
ثم أتى طلحة
فقال: يا أبا محمد ما الذي أقدمك وما الذي أشخصك وما تريد ؟ فقال: قتلوا عثمان.
قال: مررت بك عاما أول بالمدينة وأنا أريد العمرة وقد أجمع الناس على قتل عثمان
ورمي بالحجارة وحيل بينه وبين الماء فقلت لكم: إنكم أصحاب محمد (صلى الله عليه
وآله) لو تشاؤون أن تردوا عنه فعلتم فقلت: دبر فأدبر. فقلت لك: فإن قتل فإلى من ؟
فقلت: إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما كنا نرى أن أمير المؤمنين يرى
أن يأكل الامر وحده.
وعن حريز بن
حازم عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن رجل من ضبيعة قال: لما قدم طلحة والزبير ونزلا
طاحية ركبت فرسي فأتيتهما فقلت لهما: إنكما رجلان من أصحاب رسول الله (صلى الله
عليه وآله) وأنا أصدقكما وأثق بكما خبراني عن مسيركما هذا شيء عهده إليكما رسول
الله (صلى الله عليه وآله) ؟ أما طلحة فنكس رأسه وأما الزبير فقال: حدثنا أن هاهنا
دراهم كثيرة فجئنا لنأخذ منها. وعن أشعث عن ابن سيرين عن أبي الجليل وكان من خيار
المسلمين قال: دخلنا على طلحة والزبير حين قدما البصرة فقلنا: أرأيتما مقدمكما هذا
شئ عهد إليكما رسول الله أم رأي رأيتماه ؟ فقالا: لا ولكنا أردنا أن نصيب من
دنياكم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 140 ]
تاريخ النشر : 2025-08-25