أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/فضائل أهل البيت (عليهم السلام)/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الحسن بن محمد
بن سعيد الهاشمي عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن أحمد الهمداني عن العباس بن عبد
الله البخاري عن محمد بن القاسم بن إبراهيم عن الهروي عن الرضا عن آبائه عن أمير
المؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله (ص) : ما خلق الله عزوجل خلقا أفضل
مني ولا أكرم عليه مني.
قال علي عليه
السلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرئيل؟ فقال عليه السلام: يا علي إن
الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع
النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك ، وإن الملائكة
لخدامنا وخدام محبينا ، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم
ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي لولا نحن
ما خلق آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض ، فكيف لا نكون أفضل
من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؟ لان أول ما خلق
الله عزوجل خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده.
ثم خلق الملائكة
فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق
مخلوقون، وأنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا
عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إلا الله ،
وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إله إلا
الله.
فلما شاهدوا كبر
محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به ، فلما
شاهدوا ما جعله لنا من العز والقوة قلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم
الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
فلما شاهدوا ما
أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما
يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه فقالت الملائكة : الحمد لله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله
وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده. ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه ،
وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم
إكراما وطاعة ، لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم
أجمعون.
وإنه لما عرج بي
إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ، ثم قال لي : تقدم يا محمد ،
فقلت له : يا جبرئيل أتقدم عليك؟ فقال : نعم ، لان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه
على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة ، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر. فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل :
تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال : يا
محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عزوجل فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت
أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله.
فزخ بي في النور
زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت: يا محمد ، فقلت : لبيك
ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فنوديت : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فاياي فاعبد وعلي
فتوكل ، فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي ، لك ولمن اتبعك خلقت
جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.
فقلت : يا رب
ومن أوصيائي؟ فنوديت : يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي ، فنظرت وأنا بين
يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم
وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي امتي.
فقلت : يا رب
هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت : يا محمد هؤلاء أوليائي وأوصيائي وأصفيائي وحججي
بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك.
وعزتي وجلالي لأظهرن
بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأمكننه مشارق
الارض ومغاربها ، ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ، ولأرقينه في
الاسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي وتجمع الخلق على توحيدي ،
ثم لأديمن ملكه ولأداولن الايام بين أوليائي إلى يوم القيامة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 336 ]
تاريخ النشر : 2025-05-25