التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
روي مرفوعا عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ( وَاللَّيْلِ
إِذا يَغْشى ) قال دولة إبليس إلى يوم القيامة وهو يوم قيام القائم ( وَالنَّهارِ
إِذا تَجَلَّى ) وهو القائم إذا قام وقوله ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ) أعطى
نفسه الحق واتقى الباطل ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) أي الجنة ( وَأَمَّا مَنْ
بَخِلَ وَاسْتَغْنى ) يعني بنفسه عن الحق واستغنى بالباطل عن الحق ( وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنى ) بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده (
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) يعني النار وأما قوله إن عليا للهدى يعني أن عليا هو
الهدى وإن له الآخرة والأولى ( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) قال هو القائم
إذا قام بالغضب فيقتل من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ( لا يَصْلاها إِلاَّ
الْأَشْقَى ) قال هو عدو آل محمد عليه السلام ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) قال
ذاك أمير المؤمنين وشيعته.
ـ وروي بإسناد
متصل إلى سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو
عبد الله عليه السلام ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) الله
خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
ـ وروى محمد بن
خالد البرقي عن يونس بن ظبيان عن علي بن أبي حمزة عن فيض بن مختار عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه قرأ إن عليا للهدى وإن له الآخرة والأولى وذلك حيث سئل عن القرآن
قال فيه الأعاجيب فيه وكفى الله المؤمنين القتال بعلي عليه السلام وفيه أن عليا
للهدى وأن له الآخرة والأولى.
ـ ويؤيده ما
رواه مرفوعا بإسناده عن محمد بن أورمة عن الربيع بن بكر عن يونس بن ظبيان قال قرأ
أبو عبد الله عليه السلام ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى )
الله خالق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
ـ ويعضده ما
رواه إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال
نزلت هذه الآية هكذا والله الله خالق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى.
ويدل على ذلك ما
جاء في الدعاء سبحان من خلق الدنيا والآخرة و ( ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ
وَالنَّهارِ ) لمحمد وآل محمد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 398 ]
تاريخ النشر : 2025-03-12