كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام)/الامامة
(
يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا
تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّما
يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا
تَعْلَمُونَ ) قال الإمام عليه السلام قال الله عز وجل ( يا أَيُّهَا النَّاسُ
كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ ) من أنواع ثمارها وأطعمتها ( حَلالاً طَيِّباً ) لكم
إذا أطعتم ربكم في تعظيم من عظمه والاستخفاف لمن أهانه وصغره ( وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) ما يخطو بكم إليه ويغريكم به من مخالفة من جعله الله رسولا
أفضل المرسلين وأمره بنصب من جعله أفضل الوصيين وسائر من جعلهم خلفاءه وأولياءه (
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) لكم العداوة ويأمركم بمخالفة أفضل النبيين
ومعاندة أشرف الوصيين ( إِنَّما يَأْمُرُكُمْ ) الشيطان ( بِالسُّوءِ ) بسوء
المذهب والاعتقاد في خير خلق الله محمد رسول الله
صلى الله عليه وآله وجحود ولاية أفضل أولياء الله بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) بإمامة من لم يجعل الله له في الإمام حظا ومن جعله من
أراذل أعدائه وأعظمهم كفرا به.
قال علي بن
الحسين عليه السلام قال رسول الله صلى
الله عليه وآله فضلت على الخلق أجمعين وشرفت على جميع النبيين واختصصت بالقرآن
العظيم وأكرمت بعلي سيد الوصيين وعظمت بشيعته خير شيعة النبيين والوصيين وقيل لي
يا محمد قابل نعمائي عليك بشكر الممتري للمزيد فقلت يا ربي وما أفضل ما أشكرك به
فقال لي يا محمد أفضل ذلك بثك فضل أخيك علي وبعثك سائر عبادي على تعظيمه وتعظيم
شيعته وأمرك إياهم أن لا يتوادوا إلا في ولا يتباغضوا إلا في ولا يوالوا ولا
يعادوا إلا في وأن ينصبوا الحرب لإبليس وعتاة مردته الداعين إلى مخالفتي وأن
يجعلوا جنتهم منهم العداوة لأعداء محمد وعلي وأن يجعلوا أفضل سلاحهم على إبليس
وجنوده تفضيل محمد على جميع النبيين وتفضيل علي على سائر أمته أجمعين واعتقادهم
بأنه الصادق لا يكذب والحليم لا يجهل والمصيب لا يغفل والذي بمحبته تثقل موازين
المؤمنين وبمخالفته تخف موازين الناصبين فإذا هم فعلوا ذلك كان إبليس وجنوده
المردة أخسأ المهزومين وأضعف الضعيفين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 379 ]