قال الطبرسي رحمة
الله عليه في قوله تعالى : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » فيه أقوال : أحدها أن معناه
إنما أنت منذر ، أي مخوف ، وهاد لكل قوم ، وليس إليك إنزال الآيات ، فانت مبتدأ ، ومنذر
خبره ، وهاد عطف على منذر ، وفصل بين الواو والمعطوف بالظرف.
والثاني : أن المنذر
محمد ، والهادي هو الله.
والثالث : أن معناه
إنما أنت منذر يا محمد ، ولكل قوم نبي يهديهم وداع يرشدهم.
والرابع : أن المراد
بالهادي كل داع إلى الحق.
روي عن ابن عباس
أنه قال : لما نزلت الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا المنذر وعلي الهادي
من بعدي ، يا علي بك يهتدي المهتدون.
وروى أبو القاسم
الحسكاني في شواهد التنزيل بالإسناد عن إبراهيم بن الحكم
ابن ظهير عن أبيه
عن حكم بن جبير عن أبي بردة الاسلمي قال : دعا رسول الله
صلى الله عليه
وآله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ رسول الله (ص) بيد علي عليه
السلام بعدما تطهر فألزقها بصدره ثم قال : « إنما أنت منذر » ثم ردها إلى صدر علي
عليه السلام ثم قال : « ولكل قوم هاد » ثم قال : إنك منارة الانام ، وراية الهدى ،
وأمير القرى أشهد على ذلك أنك كذلك.
وعلى هذه الاقوال
الثلاثة يكون هاد مبتدأ ، ولكل قوم خبره ، على قول سيبويه ، ويكون مرتفعا بالظرف على
قول الاخفش انتهى.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 1 ]