من المجموع: قال: مات مولى للمهدي وخلف ضياعا كثيرة وأثاثا ومتاعا ولم يدع إلا ابنة واحدة، فأمر المهدي نوح بن دراج القاضي أن ينظر في أمر الميراث ليحرز له النصف، فقضى نوح أن المال كله للابنة، وسلمه إليها، فبلغ ذلك المهدي فغضب ودعا نوحا، وقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال له: قضيت بقضاء علي بن أبي طالب، فإنه قضى للابنة بالمال كله، فقيل له في ذلك، فقال: (أعطيتها النصف بفريضة الله، وأعطيتها الاخر بقول الله تعالى: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾) فقال له المهدي: لتأتيني من يعلم ذلك أو لأفعلن، فقال: يا أمير المؤمنين سل الفقهاء والقضاة عن هذا، فإن كنت كاذبا فافعل ما شئت، فكتب المهدي إلى شريك وابن أبي ليلى وجماعة من فقهاء الكوفة ممن يتولى القضاء وغيرهم، فاحضروا ببغداد، فسألهم عما قال نوح، فصدقوه، ورووا ذلك له عن علي بن أبي طالب بأسانيد كثيرة، فقال لنوح: قد أجزت حكمك في هذه المرة، فإن عدت قتلتك.
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
الجزء والصفحة : ص 354