أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/ظلامة أهل البيت (عليهم السلام) والبكاء والحزن عليه/الإمام علي (عليه السلام)
ذكر [السليلي] بإسناده المتصل عن عطاء بن السائب عن ميمون عن شيبان، قال: أقبلنا مع علي بن أبي طالب من صفين حتى نزلنا كربلاء وهو على بغلة له، فنزل عن البغلة فأخذ كفا من تحت حافر البغلة فشمها ثم قبلها ووضعها على عينيه وبكى وقال: (وأي حبيب يقتل في هذا الموضع، كأني أنظر إلى ثقل من آل رسول الله قد أناخوا بهذا الوادي فخرجتم إليهم فقتلتموهم، ويل لكم منهم وويل لهم منكم، ما أعلم شهداء أفضل منهم إلا شهداء خلقهم مع محمد صلى الله عليه وآله ببدر) وقال: (ائتوني برجل حمار أو فك حمار) فأتيته برجل حمار ميت، فأوتده في موضع حافر البغلة، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه جئت فاستخرجت رجل الحمار من موضع دمه عليه السلام، وإن أصحابه لربضة حوله .
وذكر بإسناده المتصل عن عبد الله بن نجي الكندي عن أبيه، قال: كنا مع علي بن أبي طالب، فرجعنا من صفين، فلما حاذى نينوى نادى علي: (اصبر أبا عبد الله بشط الفرات) فالتفت إليه الحسين، فقال:
(وما ذاك يا أمير المؤمنين؟) قال علي: (دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وعيناه تدمعان، فقلت: ما بال عينيك تدمعان بأبي وأمي، فقال: قام من عندي جبرئيل قبيل ساعة فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، ثم قال:
هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب ثم ناولنيها، فلم أملك عيني أن فاضتا) .
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
الجزء والصفحة : ص 233
تاريخ النشر : 2024-09-27