أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا أبو عمر، قال: أخبرنا أحمد، قال:
حدثنا أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو
بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: لما كان يوم بدر وأسرت
الاسرى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما ترون في هؤلاء القوم؟ فقال عمر بن
الخطاب: يا رسول الله، هم الذين كذبوك وأخرجوك فاقتلهم. ثم قال أبو بكر: يا رسول
الله، هم قومك وعشيرتك، ولعل الله يستنقذهم بك من النار. ثم قال عبد الله بن
رواحة: أنت بواد كثير الحطب، فاجمع حطبا فانصب فيه نارا وألقهم فيه. فقال العباس
بن عبد المطلب: قطعك رحمك.
قال: ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قام فدخل، وأكثر الناس في قول أبي بكر وعمر، فقال بعضهم: القول ما قال أبو بكر،
وقال بعضهم: القول ما قال عمر، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما
اختلافكم - يا أيها الناس - في قول هذين الرجلين، إنما مثلهما مثل إخوة لهما ممن
كان قبلهما، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، قال نوح: " رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا " وقال إبراهيم: " فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك
غفور رحيم " وقال موسى: " ربنا أطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم فلا
يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " وقال عيسى: " إن تعذبهم فإنهم عبادك
وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ".
ثم قال: يا أيها الناس، إن بكم عيلة، فلا
ينفلتن منكم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق. فقلت: يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء،
وقد كنت سمعته يذكر الاسلام بمكة.
قال: فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فلم يحر. قال: فلقد جعلت أنظر إلى السماء متى تقع على الحجارة، فإني قدمت بين يدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال: ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إلا
سهيل بن بيضاء. قال: ففرحت فرحا ما فرحت مثله قط.
قال الأعمش: وكان فداؤهم ستين أوقية.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 267
تاريخ النشر : 2024-09-07