أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن الثمالي،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا
أول يوم ووجوههم مصفرة، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم مسودة قال: وكان
الله واعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن،
والبقر وأولادها، ولبسوا المسوح والصوف، ووضعوا الحبال في أعناقهم، والرماد على
رؤوسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم وقالوا: آمنا بإله يونس، قال: فصرف
الله عنهم العذاب إلى جبال آمد، قال: وأصبح يونس وهو يظن أنهم هلكوا فوجدهم
في عافية فغضب وخرج - كما قال الله - مغاضبا حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت
السفينة فقال الملاح: يا قوم في سفينتي لمطلوب، فقال يونس: أنا هو، وقام ليلقي
نفسه، فأبصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها وتعلق به الرجلان وقالا له: أنت ويحك
ونحن رجلان ؟ فساهمهم فوقعت السهام عليه فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث
مرات أنها لا تخطئ، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة حتى صار إلى
البحر المسجور وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا فسأل الملك عن ذلك، فأخبره أنه
يونس، وأن الله حبسه في بطن الحوت، فقال له قارون: أتأذن لي أن أكلمه ؟ فأذن له،
فسأله عن موسى عليه السلام فأخبره أنه مات فبكى، ثم سأله عن هارون عليه السلام فأخبره
أنه مات فبكى وجزع جزعا شديدا، وسأله عن أخته كلثم وكانت مسماة له فأخبره
أنها ماتت فبكى وجزع جزعا شديدا، قال: فأوحى الله إلى الملك الموكل به أن
ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته على قرابته.
- عن معمر قال: قال أبو
الحسن الرضا عليه السلام: إن يونس عليه السلام لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه
فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهائم وأولادها، ثم عجوا
إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس عليه السلام مغاضبا فالتقمه الحوت
فطاف به سبعة أبحر، فقلت له: كم بقي في بطن الحوت ؟ قال: ثلاثة أيام ثم لفظه الحوت
وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس،
فقال: يا رب شجرة أظلتني يبست، فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع لشجرة أظلتك ولا
تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب ؟ !.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [399]
تاريخ النشر : 2024-08-04