أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي سليمان عليه السلام/الإمام الكاظم (عليه السلام)
أحمد بن يحيى المكتب، عن أحمد بن محمد
الوراق، عن علي بن هارون الحميري، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن أبيه، عن
علي بن يقطين قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: أيجوز أن يكون نبي الله
عزوجل بخيلا ؟ فقال: لا، فقلت له: فقول سليمان: " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي
لاحد من بعدي " ما وجهه ومعناه ؟ فقال: الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة والجور
وإجبار الناس، وملك مأخوذ من قبل الله تعالى ذكره كملك آل إبراهيم وملك طالوت
وملك ذي القرنين، فقال سليمان عليه السلام: " هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي
" أن يقول: إنه مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار
الناس، فسخر الله عزوجل له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، وجعل غدوها شهرا ورواحها
شهرا، وسخر الله عزوجل له الشياطين كل بناء وغواص وعلم منطق الطير، ومكن في الارض،
فعلم الناس في وقته وبعده أن ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس
والمالكين بالغلبة والجور. قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم
الله أخي سليمان بن داود ما كان أبخله ؟ ! فقال: لقوله عليه السلام وجهان: أحدهما
ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الآخر: يقول: ما كان أبخله إن كان أراد
ما يذهب إليه الجهال. ثم قال عليه السلام: قد والله أوتينا ما أوتي سليمان وما لم
يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من الانبياء، قال الله عزوجل في قصة سليمان: " هذا عطاؤنا
فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال عزوجل في قصة محمد صلى الله عليه وآله:
" ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [85]
تاريخ النشر : 2024-07-15