أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/علم الانبياء وفضلهم/الإمام الصادق (عليه السلام)
قال الصادق عليه السلام: إن الله عزوجل
مكن أنبياءه من خزائن لطفه وكرمه ورحمته، وعلمهم من مخزون علمه،
وأفردهم من جميع الخلائق لنفسه، فلا يشبه أخلاقهم
وأحوالهم أحد من الخلائق أجمعين، إذ جعلهم وسائل سائر الخلق إليه، وجعل حبهم
وطاعتهم سبب رضاه، وخلافهم وإنكارهم سبب سخطه، وأمر كل قوم باتباع ملة رسولهم، ثم أبى
أن يقبل طاعة أحد إلا بطاعتهم ومعرفة حقهم وحرمتهم ووقارهم و تعظيمهم وجاههم عند
الله، فعظم جميع أنبياء الله، ولا تنزلهم بمنزلة أحد من دونهم، ولا تتصرف بعقلك في مقاماتهم
وأحوالهم وأخلاقهم إلا ببيان محكم من عند الله وإجماع أهل البصائر بدلائل
تتحقق بها فضائلهم ومراتبهم، وأنى بالوصول إلى حقيقة مالهم عند الله ؟ وإن قابلت
أقوالهم وأفعالهم بمن دونهم من الناس أجمعين فقد أسات صحبتهم، وأنكرت معرفتهم،
وجهلت خصوصيتهم بالله، وسقطت عن درجة حقيقة الإيمان والمعرفة، فإياك ثم إياك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 37 ]
تاريخ النشر : 2024-07-01