الحرب النفسية واستفادتها من العلوم المختلفة
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 17- 19
2025-11-26
31
الحرب النفسية واستفادتها من العلوم المختلفة:
الحرب النفسية تقوم على أساس من معطيات علوم كثيرة مثل:
- علم النفس.
- علم النفس الاجتماعي.
- علم الاجتماع.
- علم النفس الحربي.
- علم السكان.
- علم القياس الاجتماعي.
- علم الأنثروبولوجيا الثقافية والحضارية.
حيث تستفيد الحرب النفسية من معطيات كثيرة من العلوم الإنسانية على النحو التالي:
علم النفس:
تستفيد الحرب النفسية من نتائج علم النفس العام في:
- مجال الدوافع وما يرتبط بها من متغيرات.
- الإدراك والعوامل التي تسبب الخطأ فيه، والمبادئ العامة الرئيسية له، والعوامل الشخصية والموضوعية المرتبطة به.
علم النفس الاجتماعي:
تستفيد الحرب النفسية من علم النفس الاجتماعي ونتائجه الكثيرة، من حيث:
- أساسيات ودعائم السلوك الاجتماعي للإنسان، ووسائل الاتصال وأساليبها وأنماطها ومعوقاتها.
- طرق تغيير وتعديل الاتجاهات النفسية، القيم الاجتماعية التي تمثلها إرادة المجتمعات.
- الأدوار الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمعات التي تُوجه لها الحرب النفسية.
- أنماط القيادة وأشكالها الدوافع الاجتماعية المحركة لأفراد المجتمع.
علم الاجتماع:
تستفيد الحرب النفسية من علم الاجتماع في الكثير من النتائج النظرية والتطبيقية فعلم الاجتماع يمد علم الحرب النفسية بأشكال الجماعات التي يحتويها المجتمع:
- الظواهر الباثولوجية (المرضية) التي تنتشر في المجتمع والتي تعمل كمعاول تهدم عناصر البناء الاجتماعي في هذا المجتمع.
- الشائعات التي يتقبلها المجتمع، الطبقات الاجتماعية التي يتكون منها البنيان الاجتماعي للمجتمع الذي تُوجَّه له الحرب النفسية.
علم النفس الحربي:
تستفيد الحرب النفسية من نتائج الأبحاث المتصلة بسيكولوجية الحياة العسكرية وهو محور اهتمام علم النفس الحربي، فتمد سيكولوجية الحياة الحرب النفسية ب:
- نمط العلاقات بين الجنود والضباط.
- أشكال التبرم من الحياة العسكرية الجبن، حب العزلة والانطواء، الانتحار، القيادة.
- الأبحاث المتصلة بسيكولوجية القتال، الغضب، الخوف، المفاجأة انتظار الهجوم، الذعر، التسليم، الصدمات النفسية الناتجة عن أهوال القتال.
علم السكان:
تستفيد الحرب النفسية من الدراسات الديموغرافية (السكانية) فيما يتعلق بـ:
- الهرم السكاني، ومعدلات المواليد في المجتمع الذي توجه له الحرب النفسية.
- عدد أفراد المجتمع المتعلمين، العاطلين عن العمل من الذكور والإناث والقوى العاملة.
- آثار الحروب السابقة على الهرم السكاني للمجتمعات من حيث تعداد القوى المؤثرة والقادرة على الحرب والقتال.
يقدم ويعرض علم السكان للمتخصصين في مجال الحرب النفسية الكم والكيف السكاني المراد التأثير عليه.
علم القياس الاجتماعي:
تستفيد الحرب النفسية من علم القياس الاجتماعي:
- الطرائق المختلفة لقياس العلاقات الاجتماعية من تجاذب وتنافر بين الفرق والوحدات العسكرية المختلفة ومبلغ تعاونها أو تنافسها.
- دراسة الضغوط الاجتماعية، وقياس الرأي العام بين الوحدات العسكرية وموقف القوات المسلحة من المدنيين، واستخدام وسائل (السوسيومترى) في معرفة العوامل التي تؤثر في إذكاء الروح المعنوية أو التي تعمل على ضعفها وانحلالها خلال الحروب.
- وسائل الروح المعنوية الكلية والدعاية والإعلام ووسائل الحرب الباردة.
علم الأنثروبولوجيا الثقافية والحضارية:
تستفيد الحرب النفسية من علم الانثروبولوجيا الثقافية والحضارية، فالأنثروبولوجيا الثقافية تقدم في نتائجها أشكال الثقافة والحضارة وأساليب التربية، فهي تعكس أسلوب المعيشة والحياة لأفراد المجتمع وفئاته ومستوياته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، القوى السيكولوجية والقيم الخلقية والآراء المذهبية والأفكار الفلسفية والمعايير الاجتماعية التي تحكم بها الجماعة على الأنظمة وأنماط السلوك والمعاملات والعلاقات، والجدير بالذكر أن علم الانثروبولوجيا الثقافية والحضارية قد اتجه في مستهل قيامه وجهة سياسة استعمارية وذلك للوقوف على أحوال الشعوب المستعمرة ودراسة نظمها الاجتماعية، لأن مثل هذه الدراسات تخدم قضية الاستعمار، ولذلك كانت هذه (الدراسات الانثروبولوجيا الثقافية) والحضارية على أشدها في بلد مثل إنجلترا فهي كانت من أوائل الدول في مجال استعمار الشعوب واحتلال أراضيها، ولهذا حظيت هذه الدراسة (الانثروبولوجيا الثقافية والحضارية) في أول الأمر بعناية الدول التي لها مستعمرات، فمعرفة النظم السياسية مثلاً للجماعات التي تتبع الإمبراطوريات الاستعمارية يساعد الدولة صاحبة السلطة أن تشكل سياستها تجاه هذه الجماعات حتى تظل في حالة ولاء لها، وقد دلت التجربة على أن علماء الانثروبولوجيا هم خير مستشارين للأداة الحاكمة لتلك الجماعات، ولذلك فإن وزارة المستعمرات البريطانية أولت هذا النوع من الدراسة أهمية خاصة بالنسبة لمن تستعين بهم من خبرائها في مستعمراتها، وما ينطبق على دراية الأحوال السياسية لتلك الجماعات والإفادة في تكييف نظام الحكم لتلك البلاد ينطبق على دراسة الأحوال المعيشية والنظم العائلية والمعاملات والمراسم الدينية والعادات والعرف والتقاليد، فإن وقوف أصحاب السلطة والسيادة السياسية على هذه الأمور بطريقة علمية تحليلية، يفيدهم في رسم وتكييف معاملاتهم لأهالي المستعمرات حتى يتهيأ لهم الاحتفاظ بالسيطرة الفعلية دون مساس بمقدساتهم أو امتهانهم لعاداتهم وتقاليدهم الوطنية.
ومما سبق اتضح أن علم الانثروبولوجيا الثقافية والحضارية قدم الكثير للإمبراطوريات الاستعمارية عن الشعوب المحتلة والمستعمرة، وعلى هذا فعلم الحرب النفسية يستفيد الكثير من نتائج دراسات هذا العلم (الانثروبولوجيا الثقافية والحضارية).
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة