علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
كوارث طبيعيّة وأحداث مهمّة.
المؤلف: كمال السيّد.
المصدر: ذلك الشيخ الوقور (الشيخ محمد بن يعقوب الكليني).
الجزء والصفحة: ص 39 ـ 47.
2024-03-26
829
ـ في شهر رمضان 299 هـ شباط 912 م عصفت بمدينة الكوفة رياح سوداء مظلمة وهطلت الثلوج بغزارة أعقبتها هزات أرضيّة انهارت أثرها دور سكنيّة عديدة وسقوط ضحايا (1).
ـ وفي ذي القعدة ـ نيسان من نفس العام وقعت اشتباكات بين العلويّين بزعامة أبي الحسن علي بن إبراهيم العلوي والعباسيّين في هذه المدينة على خلفيّة قيام علي بن إبراهيم ببناء مسقف فوق دكّة القضاء (2) في ساحة مسجد الكوفة للمحافظة على هذا الأثر المقدّس.
وقد استفز البناء العباسيّين الذين يحتمل انتماؤهم إلى المذهب الحنبليّ وقاموا بتدميره، ثمّ اتّجهوا إلى مرقد الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لهدمه أيضاً! ومع سقوط أوّل ثلمة من الجدران تصدّى لهم الطالبيّون وحدثت اشتباكات بين الفريقين سقط فيها قتيلان من الجانبين.
أمر حاكم الكوفة بالقبض على العديد من الشخصيّات العلويّة فاعتقلوا مع أسرهم وسيقوا مقيّدين إلى بغداد للتشهير بهم وسجنهم، غير انّ رئيس الوزراء علي بن الفرات أمر بإطلاقهم واعتذر إليهم ليعودوا إلى الكوفة (3) وإذا به يقال من منصبه بعد أيّام (4) وتعيين علي بن عيسى الجرّاح في منصبه (5).
ـ وفي سنة 303 هـ ـ 915 م قتل الحافظ والمحدّث أحمد بن علي النسائي على أيدي متعصّبين أمويين في دمشق؛ وكان النسائي قد ألّف كتابه «خصائص أمير المؤمنين علي (عليه السلام)» بعد أن لاحظ الصورة المشوّهة للإمام (عليه السلام) لدى الرأي العام؛ فطالبه بعض المتعصّبين بتأليف كتاب حول فضائل معاوية! فأجابهم بشجاعة انّه لم يجد له فضيلة إلّا حديث رسول الله وقوله: لا أشبع الله بطنه!
فانهالوا عليه بالضرب المبرح والركل وترحيله من دمشق فغادرها محمولاً وكانت صحّته تتدهور بسرعة حتّى انّه ما إن وصل مكّة حتّى توفّي إلى رحمة الله (6).
ـ وشهد هذا العام نشوب حرائق في بغداد، وقيام بعض سكّانها بقتل أسرى الأعراب الذين يهاجمون قوافل الحج.
ـ وفي عام 304 قام الخليفة المقتدر بتغيير وزاري جديد حيث أقيل الجرّاح وزجّ في السجن وأُعيد ابن الفرات إلى رئاسة الوزارة.
ـ وشهد هذا العام 917 م وصول وفد رومانيّ رفيع المستوى لتوقيع معاهدة سلام وتهدئة، حيث نظم احتفال كبير جداً كلّف الدولة مبالغ كبيرة، كما تمّ الاتّفاق على إطلاق الأسرى المسلمين مقابل فدية مالية كبيرة (7).
ـ وفي هذا العام انتهت السفارة الثانية وبدء السفارة الثالثة وكان الشيخ محمّد بن عثمان الخلّاني قد بدأ منذ أعوام بتوجيه الوكلاء إلى الحسين بن روح من أجل التمهيد لقبول سفارته؛ ومع ذلك فقد وصل بغداد الشيخ علي بن بابويه للتأكّد بنفسه من صحّة سفارة ابن روح.
ـ وافتتح مستشفى «بيمارستان» في بغداد حيث اسندت رئاسته إلى العالم الكبير محمّد بن زكريا الرازي.
ـ وفي جمادى الاُولى ـ تشرين الأوّل 918 م أقال المقتدر علي بن الفرات من رئاسة الوزارة وصادر أمواله وزجّه في السجن ليعيّن بدله حامد بن العباس فيما تقوم «شغب» والدة الخليفة التي تتدخل في شؤون الدولة بتعيين خادمتها «ثمل» للنظر في قضايا الاستئناف واصدار الأحكام إلى القضاء! كما تقوم بتعيين الخادم «ثمال» قائداً للأسطول في البحر المتوسط! (8).
ـ الحنابلة يثيرون الاضطرابات ويهاجمون أتباع المذاهب الاُخرى وعصابات اللصوص تستغل حالة انعدام الأمن وتقوم بعمليّات سلب ونهب واسعة في وضع النهار.
ـ تورّط رئيس الوزراء ووالدة الخليفة في أكبر عمليّة احتكار للغلال تفضي إلى ارتفاع الأسعار على نحو جنوني يثير غضباً شعبيّاً عارماً حيث هوجمت السجون والمعتقلات وأطلق من فيها واحرقت بعض الجسور وهوجم موكب الخليفة بالحجارة والأخير يأمر بفتح مخازن الغلال العائدة لوالدته ورئيس الوزراء وعرض ما فيها في الأسواق فتهبط الأسعار (9).
ـ القرامطة يقتحمون مدينة البصرة ويقومون بجرائم قتل وسلب ونهب.
ـ وفي عام 309 وصل وفد بلغاريّ يحمل طلباً ملكيّاً بإرسال بعثة للتعريف بالدين الإسلامي (10).
ـ البدء بمحاكمة الحلّاج الذي اعتقل عام 301 في إيران واعيد مخفوراً إلى بغداد وبعد عدّة جلسات صدر الحكم بإعدامه صلباً واحراق جثمانه بتهمة الزندقة والالحاد.
ـ وبعد عدّة شهور هاجم اُلوف الحنابلة دار المفسّر والمؤرّخ الشهير محمّد بن جرير الطبري (11) بالحجارة حتّى تكوّن تل كبير أمام الدار.
ومن المحتمل جداً أن يأتي الهجوم بتحريض من البربهاريّ زعيم الحنابلة المتشدّد، وقد جاء الهجوم على خلفيّة صدور كتابه «اختلاف الفقهاء» ولم يذكر شيئاً عن أحمد بن حنبل ما يعني أنّ الأخير لا يعتبر فقيهاً! وعندما سُئل عن ذلك أجاب بصراحة: إنّما كان أحمد بن حنبل محدّثاً ولم يكن فقيهاً مجتهداً!
واجتمع به عدد من الحنابلة وسألوه عن أحمد بن حنبل وعن روايته لحديث مفاده انّ الله يبعث النبي صلى الله عليه وآله مقاماً محموداً وهو أن يجلسه على يمينه فوق العرش؟! فقال الطبري: انّ هذا مستحيل! سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس. وأمّا ابن حنبل؛ فإنّي ما رأيته روي عنه ولا له أصحاب يعوّل عليهم فرشقوه بمحابرهم ونهضوا؛ وما لبث أن تجمّع الآلاف من أتباع المذهب الحنبليّ وراحوا يرمون الدار بالحجارة، ما أخطر قائد الشرطة أن يقود عشرة آلاف من قوّاته لحماية الرجل الذي بلغ السادسة والثمانين حيث رابطت يوماً كاملاً ونقلت الحجارة عن داره! وصدرت فتوى بتكفير الطبري والحكم بإلحاده! وسرعان ما توفّي في شوّال كانون الأوّل 922 م حيث دفن في داره خوفاً من أعمال انتقاميّة قد يقوم بها متطرّفون!
__________________
(1) مروج الذهب ج 4 ص 218.
(2) دكّة القضاء حيث يجلس الامام علي عليه السلام للفصل في القضايا والمرافعات.
(3) مقاتل الطالبيّين ص 499.
(4) مروج الذهب ج 4 ص 213.
(5) أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 391.
(6) المصدر السابق ج 7 ص 57 ـ 572.
(7) أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 م الاولى ص 420.
(8) أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 425، موسوعة التاريخ الإسلامي ج 7 ص 580.
(9) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 443.
(10) أوفدت بغداد بعثة برئاسة أحمد بن فضلان ضمت قادة ومترجمين للتعريف بالدين الاسلامي خاصّة في الجنوب حيث اعتنق بعض البلغار الاسلام.
غادرت البعثة مدينة بغداد في 11 صفر 309 هـ 21 حزيران 921 م ومرّت بـهمدان والري (طهران) ونيسابور ومرو وبخارى وعبرت نهر جيحون إلى خوارزم ثمّ وصلت بلاد البلغار في حوض نهر الفولكا بتاريخ 18 محرم 310 هـ 18 مايس 922.
ولم يعرف مسار البعثة في عودتها لضياع القسم الأخير من رسالة ابن فضلان التي تضمّنت توصيفات للمملكة البلغاريّة وتقاليدها.
وترسم هذه الرسالة جانباً من الظروف السياسيّة في العالم آنذاك والعلاقات الدوليّة مع بلدان الجوار في أواسط آسيا وحوض الفولكا.
أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 439.
(11) ولد في مدينة آمل في شمال إيران سنة 224 هـ ونشأ فيها وسافر في شبابه إلى الري للدراسة ومنها إلى بغداد حيث وصلها في عام 241 وصادف وصوله وفاة أحمد بن حنبل، سافر إلى البصرة والكوفة وإلى مصر وعاد إلى بغداد؛ درس الفقه على مذهبي الشافعي والمالكي، أسّس مذهباً خاصّاً به يعد قريباً من المذهب الشافعي تبعه فيه كثير من العلماء وما لبث أن أهمل. من مؤلّفاته اضافة إلى تاريخه الشهير «الرسل والملوك» تفسيره «جامع البيان عن تأويل القرآن» وكتاب «اختلاف الفقهاء» و«المسترشد في علوم الدين» وكتاب في القراءات وله كتاب «الولاية» أو الرد على «الخوارج الحرقوصية» نسبة إلى الصحابي ـ حرقوص بن زهير الذي اشتهر بعد معركة النهروان بـ«ذو الثديّة» زعيم الخوارج في النهروان وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بشّر الإمام علي (عليه السلام) بأنّه سيقاتل على التأويل، الناكثين والقاسطين والمارقين وتحقّقت نبوءة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث وقعت حروب «الجمل» و «صفّين» و «النهروان» وحرقوص هذا هو جد أحمد بن حنبل! انظر موسوعة التاريخ الاسلامي ج 7 ص 581 ـ 582؛ أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 م 1 ص 442.