النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
النصوص على إمامة الحسن العسكري ( عليه السّلام )
المؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر: أعلام الهداية
الجزء والصفحة: ج 13، 74-92
2023-05-09
1630
يواجه الباحث في هذا الموضوع - كما هو الحال في تناول النصوص الواردة في آباء الإمام العسكري ( عليه السّلام ) - ثلاثة أنواع من النصوص يمكن تصنيفها كما يلي :
أ - النصوص الواردة عن الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) .
ب - النصوص الواردة عن الأئمة بعد رسول اللّه والسابقين على أبيه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) .
ج - النصوص الواردة عن أبيه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) والتي ثبتت إمامته أيضا بالنصوص والمعجزات والتي كان منها إمامته المبكّرة كأبيه وهو بعد لمّا يبلغ الحلم . حيث استطاع أن يجيب على كل التحدّيات الّتي أثيرت بالنسبة لإمامته ، وخرج من كل الحوارات والاحتجاجات ظافرا مؤيّدا من عند اللّه .
أ - نصوص الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله )
وهي النصوص التي رواها الصحابة والأئمة ( عليهم السّلام ) والتي اشتملت على ذكر أسماء الأئمة الاثني عشر وما وعد اللّه - على لسان رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) - المصدقين بهم والتابعين لهم ، بالخير والسعادة في الدارين وما توعد به الناصبين لهم العداء والمخالفين من العذاب والخزي فيهما أيضا .
ولم تبتل الأمة الاسلامية بالتجزئة والخضوع للاستكبار العالمي والحيرة والتيه وسوء الظروف التي تمرّ بها الأمة الاسلامية إلّا بسبب هذه القطيعة الحاصلة بينها وبين أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ونورد هنا جملة من أحاديث الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في هذا الاتجاه :
1 - روى الصدوق ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضى اللّه عنه ) قال : حدثنا محمد بن همام : حدثنا أحمد بن مابنداذ قال : حدثنا أحمد بن هلال ، عن محمد ابن أبي عميرة عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« لما أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال : يا محمد إني اطّلعت على الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمي اسما . فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطّلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين .
يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي .
يا محمد تحب أن تراهم ؟
قلت : نعم يا رب .
فقال عز وجل : ارفع رأسك .
فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي ابن محمد والحسن بن علي و ( م ح م د ) بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب درّي ، قلت : يا رب ، ومن هؤلاء ؟
قال : هؤلاء الأئمة ، وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين . . . »[1] « 1 » .
2 - وعن محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزيات ( رحمه اللّه ) قال : حدثني محمد بن القاسم ، قال : حدثني عباد بن يعقوب ، قال : حدثني موسى بن عثمان قال : حدثني الأعمش ، قال : حدثني أبو إسحاق ، عن الحارث وسعيد ابن قيس ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« أنا واردكم على الحوض ، وأنت يا علي الساقي ، والحسن الذائد ، والحسين الآمر ، وعلي بن الحسين الفارض ، ومحمد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمد السائق ، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين ، وعلي بن موسى مزين المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور ( العين ) والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به ، والقائم شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلّا لمن يشاء ويرضى »[2].
3 - وروى الصدوق ، عن محمد بن موسى بن المتوكل ( رضى اللّه عنه ) قال ، حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن الصادق جعفر ابن محمد عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) ، قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« حدثني جبرئيل ، عن ربّ العزة جلّ جلاله أنه قال : من علم أن لا إله إلّا أنا وحدي ، وأن محمدا عبدي ورسولي ، وانّ علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي . ومن لم يشهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي ، ان قصدني حجبته ، وإن سألني حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه ، وإن دعاني لم أستجب دعاءه ، وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلّام للعبيد » .
فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال : يا رسول اللّه ومن الأئمة من ولد علي ابن أبي طالب ؟
قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي ، وستدركه يا جابر ، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام .
ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم الكاظم موسى بن جعفر ، ثم الرضا علي بن موسى ، ثم التقي محمد بن علي ، ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ، بهم يمسك اللّه عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها » .[3]
4 - وعن عبد اللّه بن العباس قال : دخلت على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول :
« اللهم وال من والاهما وعاد من عاداهما » ثم قال :
« يا بن عباس كأني به وقد خضبت شيبته من دمه ، يدعو فلا يجاب ويستنصر فلا ينصر » .
قلت : من يفعل ذلك يا رسول اللّه ؟
قال : شرار أمتي ، ما لهم ؟ لا أنا لهم اللّه شفاعتي » .
ثم قال : يا بن عباس من زاره عارفا بحقه ، كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، ألا ومن زاره فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار اللّه ، وحق الزائر على اللّه أن لا يعذبه بالنار ، ألا وإن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته والأئمة من ولده » .
قلت : يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك ؟
قال : « بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل » .
قلت : يا رسول اللّه فكم كانوا ؟
قال : « كانوا اثني عشر والأئمة بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين ، فإذا انقضى الحسين فابنه عليّ ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر فإذا انقضى جعفر فابنه موسى ، فإذا انقضى موسى فابنه علي فإذا انقضى علي فابنه محمد فإذا انقضى محمد فابنه علي فإذا انقضى علي فابنه الحسن فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة » .
قال ابن عباس : قلت يا رسول اللّه أسامي لم أسمع بهن قط !
قال لي : « يا بن عباس هم الأئمة بعدي وانهم امناء معصومون نجباء ، أخيار . يا بن عباس ، من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة ، يا بن عباس من أنكرهم أو ردّ واحدا منهم فكأنما قد أنكرني وردني ، ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر اللّه ورده .
يا بن عباس سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا ، فإذا كان كذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ، ولا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض .
يا بن عباس ، ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية اللّه وحربهم حربي وحربي حرب اللّه وسلمهم سلمي وسلمي سلم اللّه » .
ثم قال ( عليه السّلام ) : ( يريدون ليطفؤا نور اللّه بأفواههم ويأبى اللّه إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون . )[4]
5 - وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« ولما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي ونصرته به ، ورأيت اثني عشر اسما مكتوبا بالنور ، فيهم علي بن أبي طالب وسبطيّ ، وبعدهما تسعة أسماء ، عليا عليا عليا ثلاث مرات ومحمد محمد مرتين ، وجعفر وموسى والحسن ، والحجة يتلألأ من بينهم .
فقلت : يا رب أسامي من هؤلاء ؟
فناداني ربي جل جلاله : هم الأوصياء من ذرّيّتك ، بهم أثيب وبهم أعاقب » .[5]
6 - وعن سهل بن سعد الأنصاري قال : سئلت فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن الأئمة فقالت :
« كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول لعلي ( عليه السّلام ) : يا علي أنت الإمام والخليفة بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسين فابنك علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى الحسن ، فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يفتح اللّه تعالى به مشارق الأرض ومغاربها ، فهم أئمة الحق وألسنة الصدق ، منصور من نصرهم مخذول من خذلهم »[6].
7 - وعن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ؛ قال ، قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لعلي ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) :
« يا علي أنا نذير أمتي وأنت هاديها ، والحسن قائدها ، والحسين سائقها وعلي بن الحسين جامعها ، ومحمد بن علي عارفها ، وجعفر بن محمد كاتبها ، وموسى بن جعفر محصيها ، وعلي بن موسى معبّرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدل مؤمنيها ومحمد بن علي قائمها وسائقها ، وعلي بن محمد ساترها وعالمها ، والحسن بن علي مناديها ومعطيها ، والقائم الخلف ساقيها ومناشدها ، إن في ذلك لآيات للمتوسمين يا عبد اللّه » .[7]
8 - وعن عائشة أنّها قالت : كان لنا مشربة وكان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إذا أراد لقاء جبرئيل ( عليه السّلام ) لقيه فيها فلقيه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) مرة فيها وأمرني أن لا يصعد إليه
أحد ، فدخل عليه الحسين بن علي ( عليهما السّلام ) ، فقال جبرئيل : من هذا ؟
فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : ابني ، فأخذه النبي فأجلسه على فخذه ، فقال له جبرئيل : أما أنه سيقتل .
فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : ومن سيقتله ؟
قال : امّتك تقتله .
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : تقتله ؟ ! !
قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار إلى الطفّ بالعراق ، وأخذ منه تربة حمراء فأراه إياها .
وقال : هذه من مصرعه . فبكى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
فقال له جبرئيل : « يا رسول اللّه ، لا تبك فسوف ينتقم اللّه منهم بقائمكم أهل البيت » ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : حبيبي جبرئيل ، ومن قائمنا أهل البيت ؟
قال : هو التاسع من ولد الحسين ، كذا أخبرني ربي جل جلاله أنه سيخلق من صلب الحسين ولدا وسماه عليا خاضعا للّه خاشعا ، ثم يخرج من صلب علي ابنه وسماه عنده محمدا قانتا للّه ، ثم يخرج من صلبه ابنه وسمّاه عنده جعفرا ناطق عن اللّه صادق في اللّه ، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده موسى ، واثق باللّه محب في اللّه ، ويخرج اللّه من صلب ابنه وسماه عنده عليا الراضي باللّه والداعي إلى اللّه عز وجل ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده محمدا ، المرغب في اللّه والذاب عن حرم اللّه ويخرج من صلب ابنه وسماه عنده عليا ، المكتفي باللّه والوليّ للّه ، ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه الحسن ، مؤمن باللّه مرشد إلى اللّه ، ويخرج من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق ، ومظهر الحق حجة اللّه على بريته ، له غيبة طويلة ، يظهر اللّه تعالى به الإسلام وأهله ، ويخسف به الكفر وأهله » .[8]
ب - نصوص الأئمة المعصومين ( عليهم السّلام )
1 - عن يحيى بن يعمر ، قال : كنت عند الحسين ( عليه السّلام ) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثّما أسمر شديد السمرة ، فسلّم ، ورد الحسين ( عليه السّلام ) فقال : يا بن رسول اللّه ! مسألة ، فسأل الإمام ( عليه السّلام ) عدة مسائل والإمام يجيبه ثم قال : صدقت يا بن رسول اللّه ، فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟
قال : إثنا عشر ، عدد نقباء بني إسرائيل .
قال : فسمّهم .
قال : فأطرق الحسين ( عليه السّلام ) مليا ثم رفع رأسه .
فقال : نعم أخبرك يا أخا العرب ، إنّ الإمام والخليفة بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، والحسن وأنا وتسعة من ولدي منهم علي ابني ، وبعده محمد ابنه ، وبعده جعفر ابنه وبعده موسى ابنه ، وبعده محمد ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده الحسن ابنه ، وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان .
قال : فقام الاعرابي وهو يقول :
مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من أعلى قريش * وجده خير الجدود[9]
2 - عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على مولاي علي بن الحسين ( عليه السّلام ) وفي يده صحيفة كان ينظر إليها ويبكي بكاءا شديدا .
فقلت : ما هذه الصحيفة ؟
قال : هذه نسخة اللوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فيه اسم اللّه تعالى ورسول اللّه ، وأمير المؤمنين علي ، وعمي الحسن بن علي ، وأبي ، واسمي واسم ابني محمد الباقر ، وابنه جعفر الصادق ، وابنه موسى الكاظم وابنه علي الرضا وابنه محمد التقي ، وابنه علي النقي ، وابنه الحسن العسكري ، وابنه الحجة القائم بأمر اللّه المنتقم من أعداء اللّه الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .[10]
3 - الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السّلام ) : عن الورد بن الكميت عن أبيه الكميت ابن أبي المستهل قال : دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السّلام ) فقلت : يا بن رسول اللّه : إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فأذن ، فأنشدته :
أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف وألوان
لتسعة في الطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن أكفان
فبكى ( عليه السّلام ) وقال : « اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر » .
فلما بلغت إلى قولي :
متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني
قال : « سريعا إن شاء اللّه سريعا ، ثم قال : يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأن الأئمة بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) اثنا عشر ، الثاني عشر ، هو القائم .
قلت : يا سيدي ، فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟
قال : « أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين وأنا ثم بعدي هذا » ووضع يده على كتف جعفر .
قلت : فمن بعد هذا ؟
قال : « انه ابنه موسى ، وبعد موسى ابنه علي وبعد علي ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه محمد وهو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا » .[11]
4 - الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السّلام ) : عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق ( عليه السّلام ) قال : « الأئمة إثنا عشر » .
قلت : يا بن رسول اللّه فسمهم لي ؟
قال : « من الماضين : علي بن أبي طالب والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ثم أنا » .
قلت : فمن بعدك يا بن رسول اللّه ؟
قال : « إني قد أوصيت إلى ولدي موسى وهو الإمام بعدي » .
قلت : فمن بعد موسى ؟
قال : « علي ابنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان ، ثم بعد علي ابنه محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، والمهدي من ولد الحسن . . . »[12].
5 - الإمام موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) : روى الصدوق بسنده عن عبد اللّه بن جندب ، عن موسى بن جعفر أنه قال :
« تقول في سجدة الشكر : اللهم إني أشهدك واشهد ملائكتك ورسلك وجميع خلقك أنك أنت اللّه ربي ، والإسلام ديني ، ومحمدا نبيي ، وعليا والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجة بن الحسن بن علي ، أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرأ »[13].
6 - الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) : روى الصدوق ، عن أحمد بن زياد ابن جعفر الهمداني ( رضى اللّه عنه ) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول :
أنشدت مولاي الرضا بن موسى ( عليه السّلام ) قصيدتي التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم اللّه والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا ( عليه السّلام ) بكاءا شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي :
« يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ » .
فقلت : لا يا مولاي الّا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلا [ كما ملئت جورا ] .
فقال : « يا دعبل ، الإمام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول اللّه عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا »[14].
7 - الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السّلام ) : روى الصدوق عن عبد الواحد بن محمد العبدوسي العطار ( رضى اللّه عنه ) قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال : حدثنا حمدان بن سليمان قال : حدثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السّلام ) يقول :
« إنّ الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري ، وقوله قولي وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه » . ثم سكت .
فقلت له : يا بن رسول اللّه فمن الإمام بعد الحسن ؟
فبكى ( عليه السّلام ) بكاءا شديدا ثم قال : « إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر »[15].
ج - نصوص الإمام الهادي على إمامة الحسن العسكري ( عليهما السّلام )
حينما نطالع مجموعة النصوص التي وصلتنا عن الإمام الهادي ( عليه السّلام ) في مصادرنا الحديثية الموثوقة نلمس مجموعة من الظواهر التي ترتبط بهذه النصوص الدالة ( المشيرة أو الصريحة الدلالة ) على إمامة الحسن العسكري ( عليه السّلام ) بعد أبيه ، وهي كما يلي :
1 - يبدو أن النصوص قد صدرت عن الإمام الهادي ( عليه السّلام ) بالتدريج لاعتبارات شتّى ، ولا يمكن أن نغفل مراعاة الجانب الأمني في هذا التدرّج ، وهذا التدرّج في كيفية بيان المصداق وطرحه للمسلمين فالإمام ( عليه السّلام ) نراه تارة يبهم الأمر وأخرى يشير إشارة سريعة وثالثة يقوم بالتصريح .
ونلاحظ التدرّج في كيفية الطرح أيضا فإنّه يقوم بطرح الموضوع أمام فرد واحد أو فردين ثمّ أمام جمع وثالثة يقوم باستشهاد أربعين شاهدا على النص .
كما أنه يتدرّج في إعطاء بعض العلائم المشيرة تارة ، ويجمع أكثر من علامة وشاهد لئلا يقع التباس ، وثالثة يقوم بكتابة النص وإرساله إلى الراوي الثقة ، وأخرى يدلي بشواهد كاشفة عن الأمر تتحقق بعد وفاته لتعضد ما أدلى به بوضوح .
2 - تبدأ النصوص المرتبطة بالسؤال عمّن يتقلد منصب الإمامة بعد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) قبل وفاة ابنه محمد ( أبي جعفر ) وتتدرّج النصوص إلى أواخر حياة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) .
وفي حياة ابنه محمد ( أبي جعفر ) لا نجد نصّا صريحا بإمامته بل قد نجد فيها ما يدفع الإمامة عنه . بالرغم من أنّ الظنون كانت متوجّهة إليه . كما نجد من الإمام ( عليه السّلام ) إرجاء بيان الأمر إلى وقته الملائم . ثمّ بعد وفاة أبي جعفر تبدأ الإشارات ثمّ تتلوها التصريحات حيث تترى على مسامع الرواة الثقاة والشيعة المهتمين بأمر الإمامة .
3 - إنّ النصوص التي ترتبط بأمر الإمامة قبل وفاة ابنه محمد هي النص الثاني والسابع مما رواه في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي محمد ( عليه السّلام ) :
أمّا النص السابع فينتهي سنده إلى علي بن عمرو العطّار ، ويقول فيه :
دخلت على أبي الحسن العسكري وأبو جعفر ابنه في الأحياء وأنا أظنّ أنّه هو ، فقلت له : جعلت فداك من أخصّ من ولدك ؟ فقال ( عليه السّلام ) : لا تخصّوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري . قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال :
فكتب إليّ : في الكبير من ولدي . قال : وكان أبو محمد أكبر من أبي جعفر .
والملاحظ في هذا النص أن الإمام يرجئ بيان الأمر إلى فرصة أخرى أوّلا وحينما يستكتبه ثانيا يحصل على الجواب ولكن لا يفهم من الرواية أن استكتابه كان في حياة أبي جعفر أو بعد وفاته ، وإن كان الاستكتاب ينسجم مع كونه حيّا . وحينئذ فالامام يجيب بالعلامة لا بالتصريح .
على أن هناك نصا يقول بأن محمدا كان أكبر ولد الإمام الهادي بينما يعارضه هذا النص حيث يتضمن دعوى الراوي بأن الحسن كان أكبر ولده .
نعم ، هناك نصوص من الإمام الهادي ( عليه السّلام ) نفسه تتضمن بأن الحسن أكبر ولده ، ولكن لا تأبى أن تحمل على أنه أكبر ولده بعد وفاة أخيه أبي جعفر .
أمّا النص الثاني فينتهي سنده إلى علي بن عمر النوفلي وقد جاء فيه أنه قال : كنت مع أبي الحسن في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه . فقلت له : جعلت فداك ، هذا صاحبنا بعدك ؟ فقال : لا . صاحبكم بعدي الحسن .
وجاء عن أحمد بن عيسى العلوي من ولد علي بن جعفر انه قد دخل على أبي الحسن ( عليه السّلام ) ب ( صريا ) فسلّم عليه وإذا بأبي جعفر وأبي محمد قد دخلا . فقاموا إلى أبي جعفر ليسلّموا عليه فقال أبو الحسن ( عليه السّلام ) : ليس هذا صاحبكم ، عليكم بصاحبكم وأشار إلى أبي محمد .[16]
وفي هذا النص نجد النفي القاطع لتصور أن الإمام هو محمد . لعلّ سبب هذا التصوّر هو ما عرف عنه من الصلاح والعلم والتقى مع كونه أكبر ولده ، إذ كان المعروف ان الإمامة في أكبر ولد الإمام ، فالامام ينفي امامة محمد ويصرّح بامامة ابنه الحسن ، بينما لاحظنا في النص السابق اصراره على عدم التصريح وايكال التصريح إلى فرصة أخرى .
4 - واما النصوص التي صدرت من الإمام الهادي ( عليه السّلام ) وأشارت أو صرّحت بإمامة الحسن ( عليه السّلام ) بعد وفاة أخيه محمد فهي النص الرابع والخامس والثامن والتاسع مما جاء في الكافي في كتاب الحجة ، في باب الإشارة والنص على أبي محمد ( عليه السّلام ) . وهي كما يلي :
أ - نظرا لاتحاد مضمون النصين الرابع والخامس ننقل النص الخامس الذي ينتهي سنده إلى أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن مروان الأنباري إذ يقول :
كنت حاضرا عند مضيّ أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السّلام ) فجاء أبو الحسن ( عليه السّلام ) فوضع له كرسي فجلس عليه وحوله أهل بيته وأبو محمد قائم في ناحية ، فلمّا فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) فقال : يا بني أحدث للّه تبارك وتعالى شكرا فقد أحدث فيك أمرا .
والذين سمعوا هذا النصّ قد فهموا منه أنه يشير إليه بأمر الإمامة وكانت هذه الإشارة في جمع من بني هاشم وآل أبي طالب وقريش طبعا كما جاء في النص الثامن ويتضمن النص الثامن أيضا موقف أبي محمد تجاه كلمة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) التي وجّهها إليه ، وهو : . . أن الحسن قد بكى وحمد اللّه واسترجع وقال : الحمد للّه ربّ العالمين وأنا أسأل اللّه تمام نعمه لنا فيك وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، فسئل عنه فقيل : هذا الحسن ابنه ، وقدّر له في ذلك الوقت عشرون سنة أو أرجح ، قال الراوي : فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه .
وجاء في النص التاسع المرويّ عن محمد بن يحيى بن درياب قال :
دخلت على أبي الحسن ( عليه السّلام ) بعد مضيّ أبي جعفر فعزّيته عنه وأبو محمد ( عليه السّلام ) جالس فبكى أبو محمد فأقبل عليه أبو الحسن فقال له : إنّ اللّه تبارك وتعالى قد جعل فيك خلفا منه فاحمد اللّه .
5 - وصرّح النصّان العاشر والحادي عشر بامامة أبي محمد الحسن وذلك بعد مضيّ أخيه أبي جعفر ( محمد بن علي ) أمّا النص العاشر فيرويه أبو هاشم الجعفري حيث يقول : كنت عند أبي الحسن ( عليه السّلام ) بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكّر في نفسي أريد أن أقول كأنّهما - أعني أبا جعفر وأبا محمد - في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) ، وإن قصّتهما كقصّتهما ، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر ، فأقبل عليّ أبو الحسن ( عليه السّلام ) قبل أن أنطق فقال : نعم يا أبا هاشم بدا للّه في أبي محمد ( عليه السّلام ) بعد أبي جعفر ( عليه السّلام ) ما لم يكن يعرف له ، كما بدا له في موسى ( عليه السّلام ) بعد مضيّ إسماعيل ما كشف به عن حاله ، وهو كما حدّثتك نفسك وإن كره المبطلون . وأبو محمد ابني الخلف من بعدي ، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة .
وواضح أن البداء للّه هنا هو فيما يرتبط بتصوّر السائل حيث إنه كان يرجو أن يكون الإمام بعد الهادي هو ابنه محمد ، بينما كان في علم اللّه غير ذلك فأظهره له بموت محمد فانكشف له أنه ليس هو الإمام الذي كان يرجوه .
وليس في هذا النص أو غيره ما يشير إلى أن الإمام الهادي أو غيره من الأئمة قالوا بإمامة شخص غير الحسن ( عليه السّلام ) من ولد الهادي ( عليه السّلام ) .
والنص الحادي عشر ينتهي إلى أبي بكر الفهفكي حيث يقول : كتب إليّ أبو الحسن ( عليه السّلام ) : أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجّة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه ينتهي عرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه .
وهذا النص صريح في إمامة أبي محمد الحسن ، وقد فضّله وشهد بفضله على من سواه من آل محمد ولا يبعد أن يكون قد صدر بعد وفاة أخيه محمد ابن علي كما لاحظنا في النص السابق الذي صرّح فيه الجعفري بأن التصريح من الإمام الهادي بامامة الحسن كان بعد وفاة أخيه محمد .
والنصّان متقاربان في المضمون حيث يؤكّدان أنه عنده علم ما يحتاج إليه في أمر الإمامة .
وإذا كان بعد وفاة محمد فلا مانع من أن يكون الحسن أكبر ولد الإمام الهادي حينئذ وإن كان محمد أكبر حينما كان على قيد الحياة .
وصرّح النص الثاني عشر أيضا بمضمون النصّين العاشر والحادي عشر من جهات عديدة حيث جاء فيه أن شاهويه بن عبد اللّه الجلّاب قال : كتب إليّ أبو الحسن في كتاب : أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر ، وقلقت لذلك فلا تغتمّ فإن اللّه عزّ وجلّ ( لا يضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون . ) وصاحبك بعدي أبو محمد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه ، يقدّم ما يشاء اللّه ويؤخّر ما يشاء اللّه ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ، قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان .
6 - ويشهد الإمام جماعة من الموالي على إمامة ابنه الحسن . قبل مضيّه واستشهاده هو بأربعة أشهر كما جاء في النص الأول من هذا الباب من كتاب الحجة حيث يقول يحيى بن يسار القنبري : أوصى أبو الحسن إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي .
7 - وجاء في النص الثالث ما يتضمن دليلا وعلامة على إمامة الإمام الحسن بعد وفاة أبيه حيث يقول عبد اللّه بن محمد الإصفهاني : قال أبو الحسن ( عليه السّلام ) : صاحبكم بعدي الّذي يصلّي عليّ . ولم نعرف أبا محمد ( عليه السّلام ) قبل ذلك . قال : فخرج أبو محمد فصلّى عليه .
وباعتبار أن الراوي لم يكن يعرف الحسن بشخصه ، فالامام يكون قد أعطاه علامة مميّزة لا لبس فيها ولا ريب يعتريها بالنسبة إليه .
وجاء في النص الثالث عشر من هذا الباب أن داود بن القاسم قال :
سمعت أبا الحسن ( عليه السّلام ) يقول : الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ فقلت : ولم جعلني اللّه فداك ؟ قال : إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه . فقلت : فكيف نذكره ؟ فقال : قولوا : الحجة من آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) .
ويشير هذا النص إلى مجموعة أمور ترتبط بكيفية التعامل مع الإمام في ظروف حرجة تقتضي بشدّة التكتّم في ابلاغ الأمر إلى الموالين والشيعة وهو يشير إلى أن الظروف تتأزم وتشتد فيما بعد حتى يصل الأمر إلى أن الشيعة لا يقدرون على رؤية الإمام الحجة ولا يحل لهم ذكره باسمه بل بالإشارة والكناية العامة وفي هذا النص إعداد وتهيئة للنفوس لتقبّل الوضع الجديد الذي لا بد للشيعة أن يكونوا بانتظاره ولا بد لهم من التهيؤ التام لاستقباله .
[1] كمال الدين : 1 / 252 ح 2 ، ورواه في العيون : 1 / 58 ، ح 27 ، والمختصر : 90 ، وروى عنهما العوالم : 15 / 44 ، القسم الثالث ، وبحار الأنوار : 36 / 245 .
[2] الخوارزمي ، مقتل الحسين : 1 / 94 - 95 .
[3] كمال الدين : 1 / 258 .
[4] الرازي ، علي بن محمد بن علي الخزاز ، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر : 16 .
[5] بحار الأنوار : 36 / 310 ، عن كفاية الأثر : 297 .
[6] بحار الأنوار : 36 / 351 ، عن كفاية الأثر : 195 - 196 .
[7] المناقب : 1 / 292 .
[8] بحار الأنوار : 36 / 348 ، كفاية الأثر : 187 .
[9] إثبات الهداة : 1 / 599 .
[10] إثبات الهداة : 1 / 651 .
[11] بحار الأنوار : 36 / 390 .
[12] إثبات الهداة : 2 / 603 ح 587 .
[13] من لا يحضره الفقيه : 1 / 329 .
[14] كمال الدين : 2 / 373 .
[15] كمال الدين : 2 / 378 .
[16] الغيبة : 120 .