الإمام العسكري "ع" والمعتز العباسي
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص33-34
2025-08-12
555
حكم المعتز أربع سنين وأشهراً « 252 - 255 » وقَتَل الإمام الهادي ( عليه السلام ) سنة 254 ، وعاش بعده سنة ، وأراد قتل الإمام العسكري ( عليه السلام ) فمات قبل ذلك !
روى في الكافي ( 1 / 514 ) : ( خرج عن أبي محمد ( عليه السلام ) حين قُتِلَ الزبير [ ي ] : هذا جزاءُ من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله ؟ ! وَوُلِدَ له ولد سماه محمد ) .
والصحيح : قُتل الزبير لا الزبيري ، وهو اسم المعتز ( التنبيه والإشراف / 316 ) ولعل أصله أن الإمام كتب إلى الزبيري ، كما في رواية أخرى .
ففي الكافي « 1 / 506 » : « قال : كتب أبو محمد ( عليه السلام ) إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوماً : إلزم بيتك حتى يحدث الحادث ، فلما قتل بُريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني ؟ فكتب : ليس هذا الحادث ، الحادث الآخر . فكان من أمر المعتز ما كان . وعنه قال : كتبت ( عليه السلام ) إلى رجل آخر : يُقتل ابن محمد بن داود عبد الله قبل قتله « المعتز » بعشرة أيام ، فلما كان في اليوم العاشر ، قُتل » .
ولم أجد ترجمة أبي القاسم الزبيري المذكور ، ويظهر أنه من ذرية الزبير بن العوام ، وأنه من ثقات الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، لأنه سأله : فما تأمرني ؟ فأجابه ( عليه السلام ) بأنه لم يقصد موت بريحة ، بل موت المعتز . ولابد أنه كتب له بما يريده منه .
أما آخر محاولات المعتز لقتل الإمام العسكري ( عليه السلام ) فكانت قبيل هلاكه : ( تقدم المعتز إلى سعيد الحاجب ، أن أخرج أبا محمد إلى الكوفة ثم اضرب عنقه في الطريق . فجاء توقيعه ( عليه السلام ) الينا : الذي سمعتموه تكفونه . فخلع المعتز بعد ثلاث وقتل ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 531 ) .
وفي دلائل الإمامة / 428 : ( قال ( عليه السلام ) : إني نازلت الله عز وجل في هذا الطاغي ، يعني الزبير بن جعفر ، وهو آخذه بعد ثلاث ! فلما كان اليوم الثالث قتل . . قال علي بن محمد الصيمري : كتب إلي أبو محمد ( عليه السلام ) : فتنةٌ تظلكم فكونوا على أُهْبَة منها . فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم ما وقع فكتبت إليه : هي ؟ قال : لا ، ولكن غير هذه فاحترزوا ، فلما كان بعد ثلاثة أيام كان من أمر المعتز ما كان ) .
أقول : عبيد الله بن عبد الله هو الدهقان الواسطي من أصحاب الأئمة ( عليهم السلام ) الثقات . ومعنى وقع بين بني هاشم . أي الخلاف بين بني العباس وقتل المعتز وكان قَتْلُه سنة 255 ، بعد أن قتل الإمام الهادي ( عليه السلام ) . « ثقات ابن حبان : 2 / 331 » .
وفي تاريخ مختصر الدول / 147 : « وفي سنة خمس وخمسين ومائتين صار الأتراك إلى المعتز يطلبون أرزاقهم فماطلهم بحقهم ، فلما رأوا أنه لا يحصل منه شئ دخل إليه جماعة منهم ، فجرُّوا برجله إلى باب الحجرة ، وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس في الدار ، وكان يرفع رجلاً ويضع رجلاً لشدة الحر ! ثم سلَّموه إلى من يعذبه ، فمنعه الطعام والشراب ثلاثة أيام ، ثم أدخلوه سرداباً وجصصوا عليه فمات ) !
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة