الإمام العسكري "ع" والمعتمد العباسي
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص37-40
2025-08-12
444
كان أترجَّة أو ابن تُرنجة أو بُريحة ، عباسياً ناصبياً من ندماء المتوكل . قال ابن الأثير في الكامل « 7 / 56 » : « وقيل إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء : المأمون والمعتصم والواثق ، في محبة علي وأهل بيته ! إنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي ، وعمر بن فرج الرخجي ، وأبوالسمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية ، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة . وكانوا يخوفونه من العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم » .
وفي إثبات الوصية ( 1 / 232 ) : ( كتب بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين إلى المتوكل : إن كان لك في الحرمين حاجة ، فأخرج علي بن محمد منهما ، فإنه قد دعا إلى نفسه واتبعه خلق كثير ) .
ويظهر أن بريحة العباسي هو الذي قُتل في الكوفة في إحدى ثورات العلوييين .
ففي الطبري ( 7 / 525 ) : ( ولليلتين خلتا من رجب ( سنة 255 ) ظهر بالكوفة عيسى بن جعفر وعلي بن زيد الحسنيان ، فقتلا بها عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى . ولثلاث بقين من رجب منها خلع المعتز ) .
وفي النهاية لابن كثير ( 11 / 21 ) : ( وقتلا بها عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى ، واستفحل أمرهما بها ) . وفي المنتظم ( 12 / 79 ) أنهما ثارا في المدينة .
وفي الكافي ( 1 / 503 ) : ( حبس أبو محمد ( عليه السلام ) عند علي بن نارمش وهو أنصب الناس وأشدهم على آل أبي طالب وقيل له : إفعل به وافعل ، فما أقام عنده إلا يوماً حتى وضع خديه له ، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً ، فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولاً ) . ولم أجد نارمش ووجدت أوتامش وزير المستعين ( الوافي : 17 / 267 ) .
وفي مهج الدعوات لابن طاووس / 273 ، أن الإمام العسكري ( عليه السلام ) قال لأمه : ( تصيبني في سنة ستين ومائتين حزازة ، أخاف أن أنكب منها نكبة . قالت : فأظهرت الجزع وأخذني البكاء ، فقال : لا بد من وقوع أمر الله ، لا تجزعي ، فلما كان في صفر سنة ستين أخذها المقيم والمقعد ، وجعلت تجزع في الأحانين إلى خارج المدينة ، وتجسس الأخبار حتى ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي جَرِين . . الخ . ) .
وفي الكافي ( 1 / 512 ) : ( دخل العباسيون على صالح بن وصيف ، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف ، عندما حبس أبا محمد ( عليه السلام ) ، فقال لهم صالح : وما أصنع ، قد وكلت به رجلين من أشر من قدرت عليه ، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، فقلت : لهما ما فيه ؟ فقالا : ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله ، لا يتكلم ولا يتشاغل ، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ، وتداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا ، فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين ) .
وفي مناقب آل أبي طالب ( 3 / 530 ) : ( محمد بن إسماعيل العلوي قال : دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد فقالوا له : ضيق عليه ، قال : وكلت به رجلين من شر من قدرت عليه : علي بن بارمش واقتامش ، فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم ، يضعان خديهما له ! ثم أمر باحضارهما فقال : ويحكما ما شأنكما في شأن هذا الرجل ؟ فقالا : ما نقول في رجل يقوم الليل كله ويصوم النهار ، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة ، فإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ، وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا ! وروي أنه سُلم إلى يحيى بن قتيبة ، وكان يضيق عليه فقالت له امرأته : إتق الله فإني أخاف عليك منه ، قال : والله لأرمينه بين السباع ، ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به إليها ، ولم يشكوا في أكلها إياه ، فنظروا إلى الموضع فوجدوه قائماً يصلي ! فأمر بإخراجه إلى داره .
وروي أن يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الأستاذ فوجداه يصلي والأسود حوله ، فدخل الأستاذ الغيل فمزقوه وأكلوه ، وانصرف يحيى في فوره إلى المعتمد ، فدخل المعتمد على العسكري وتضرع إليه وسأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة ، فقال ( عليه السلام ) : مد الله في عمرك ، فأجيب ، وتوفي بعد عشرين سنة ) .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة