الإمام العسكري "ع" والمهتدي العباسي
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص35-36
2025-08-12
444
في الكافي ( 1 / 510 ) : ( حدثني أحمد بن محمد قال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السلام ) حين أخذ المهتدي في قتل الموالي : يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهددك ويقول والله لأجلينهم عن جديد الأرض ! فوقع أبو محمد ( عليه السلام ) بخطه : ذاك أقصر لعمره ، عُدَّ من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس ، بعد هوان واستخفاف يمر به ، فكان كما قال ( عليه السلام ) ) .
وفي غيبة الطوسي / 205 : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت محبوساً مع أبي محمد ( عليه السلام ) في حبس المهتدي بن الواثق فقال لي : يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده ، ولم يكن لي ولد وسأرزق ولداً . قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه وولي المعتمد مكانه وسلمنا الله تعالى ) .
وفي الخرائج ( 1 / 478 ) : ( عن عيسى بن صبيح قال : دخل الحسن العسكري ( عليه السلام ) علينا الحبس وكنت به عارفاً ، فقال لي : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان ، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي ، وإني نظرت فيه فكان كما قال . ثم قال : هل رزقتَ ولداً ؟ قلت : لا ، فقال : اللهم ارزقه ولداً يكون له عضداً ، فنعم العضد الولد ، ثم تمثل ( عليه السلام ) :
من كان ذا عضد يدركْ ظلامتَه * إن الذليل الذي ليست له عضدُ
قلت له : ألك ولد ؟ قال : إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، فأما الآن فلا ، ثم تمثل وقال :
لعلك يوماً أن تراني كأنما * بنيَّ حَوَالَيَّ الأسُودُ اللوابدُ
فإن تميماً قبل أن يلدَ الحصى * أقامَ زماناً وهو في الناس واحد )
أقول : عيسى بن صبيح هذا ، غير عيسى بن صبيح الذي وصفه النجاشي بأنه عربي ثقة من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وغير عيسى بن صبيح المزدار المعتزلي الذي نصوا على أنه توفي سنة 226 . ولم أصل إلى نتيجة في سبب سجنه ، ويظهر أنه كان شخصية من أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وقد حبس المهتدي بعض العلويين بتهمة تأييدهم للثائرين الذين قتلوا بريحة ويحتمل أن يكون حبس الإمام ( عليه السلام ) أيضاً بنفس التهمة . ( غيبة الطوسي / 205 ) .
وقال ابن حبيب في المحبر / 42 : ( ووليَ المهتدي . . لست خلون من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، فكانت ولايته أحد عشر شهراً . وفي خلافته خرج الخارجي بالبصرة في شهر رمضان سنة ست وخمسين ومائتين ) .
وهكذا ، حبس المهتدي الإمام العسكري ( عليه السلام ) وأراد قطع نسله ، فسلم الله وليه ورزقه ابنه المهدي الموعود ( عليهما السلام ) !
وثار الأتراك على المهتدي فقتلوه ونصبوا المعتمد بن المتوكل ، فحكم ثلاثاً وعشرين سنة ، وفي سنته الخامسة قام بجريمة قتل الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة