علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
تعيين محمد بن إسماعيل في صدر أسانيد الكافي
المؤلف: محمد جعفر شريعتمدار الإسترابادي
المصدر: لب اللباب في علم الرجال
الجزء والصفحة: ص 162 ـ 166
24/9/2022
1755
اعلم أنّه اختلف العلماء في محمد بن إسماعيل الذي يروي عن الفضل بن شاذان بلا واسطة ويروي عنه الكلينيّ كذلك على أقوال:
الأوّل: أنّه محمد بن إسماعيل بن بزيع الذي صرّح بتوثيقه العلامة في الخلاصة (1) والشيخ في الفهرست (2) والنجاشي (3) على ما حكي عنه، وهو المحكي عن الشيخ عبد النبي الحائري (4) وغيره، بل حكي عن بعض أنّ هذا ممّا يفهم من جماعة.
الثاني: أنّه محمّد بن إسماعيل بن بشر البرمكيّ الرازيّ المعروف بصاحب الصومعة الذي حكي عن النجاشيّ (5) والعلامة المجلسي (6) وابن داوود (7) وكثير من فقهائنا الذهاب إلى فقاهته، وعن ابن الغضائري (8) تضعيفه وهو المحكيّ عن الشيخ البهائي (9).
الثالث: أنّه محمد بن إسماعيل البندقيّ النيشابوريّ الذي لم يصرّح بتوثيقه، وهو المحكيّ عن الأكثر. وعن شيخ المشايخ: الظاهر أنّه نيشابوريّ، بل جعله ممّا استقرّ عليه رأي الكل (10)، وعن المقدّس المجلسيّ اختياره (11) وعن المنتهى استقرابه (12).
الرابع: الوقف في تعيينه كما هو ظاهر عن صاحب المدارك (13).
[حجّة القول الأوّل و ما يرد عليه]
وللأول وجهان:
الأول: أنّ المتقارب زمانا مع الفضل هو ابن بزيع كما تدلّ عليه رواية إبراهيم بن هاشم عنهما بلا واسطة، وما حكي عن العلامة والنجاشيّ من إدراكهما أبا جعفر الثاني عليه السّلام وليس غيره كذلك، كما هو ظاهر ما يحكى عن بعض من كون الجعفري العلوي من أصحاب الباقر عليه السّلام، والزبيديّ والجعفيّ والمخزوميّ والهمدانيّ والأزديّ من أصحاب الصادق عليه السّلام، والبلخيّ والصيمريّ من أصحاب الهادي عليه السّلام، ولا أقل من عدم العلم، فالظنّ يغلب على كونه هو الأوّل.
وردّ بمنع التقارب ومنع ظهور ما ذكر فيه. مضافا إلى معارضة ما حكي عن الشيخ من أنّ الفضل يروي عن ابن بزيع لا العكس، وبعد زمان ابن بزيع الذي كان في زمان الرضا عليه السّلام مع زمان الكليني الذي مات بعد الكاظم عليه السّلام على ما حكي بمائة وخمس وأربعين سنة، مع أنّه يروي عن محمد بن إسماعيل الذي يروي عن الفضل بن شاذان من غير ذكر الواسطة الظاهر في عدمها، لئلّا يلزم تدليس العادل. مضافا إلى ذهاب الأكثر إلى أنّه غير ابن بزيع، كما تؤيّده رواية الكليني عن ابن بزيع فيما إذا صرّح به بواسطتين.
اللهمّ إلا أن يقال: لعلّ ابن بزيع ألّف كتابا صار متواترا للكلينيّ ككتابه لنا، فحيث يروي عنه بلا واسطة يكون الحديث مأخوذا عن كتابه أو لعلّه حصل له القطع بكون الخبر عنه.
الثاني: أنّ الكلينيّ والشيخ- في موضع من الروضة والتهذيب- صرّحا في مثل هذا السند بابن بزيع، فيحمل عليه باقي الإطلاقات.
واجيب بأنّه سهو من قلم الشيخ والناسخ، لأنّ ابن شاذان يروي عنه لا العكس، وأنّ احتمال إرادة ابن بزيع أوضح في الانتفاء من أن يبيّن..
[حجّة القول الثاني و ما يرد عليه]
وللقول الثاني أيضا وجهان:
الأوّل: أنّه رازيّ كالكلينيّ.
وفيه ما لا يخفى.
الثاني: أنّه والكلينيّ متقاربان زمانا كما تدلّ عليه رواية النجاشيّ عن الكلينيّ بواسطتين وعن البرمكيّ بثلاث وسائط، ورواية الكشيّ المعاصر للكلينيّ عن البرمكيّ بواسطة وبدونها، ورواية الصدوق عن الكلينيّ بواسطة واحدة وعن البرمكي بواسطتين، وموت محمد بن جعفر الأسديّ المعروف بمحمد بن أبي عبد اللّه الذي كان معاصرا للبرمكيّ قبل وفاة الكلينيّ بقريب من ستّ عشر سنة.
ورُدّ بأنّ الكلينيّ يروي عن البرمكيّ في أسانيد كثيرة بالواسطة، وذلك يبعد كونه هو البرمكيّ وإن جاز ذلك.
[حجّة القول الثالث و ما يرد عليه]
وللقول الثالث وجوه:
الأوّل: أنّه تلميذ الفضل وشيخ الكلينيّ.
الثاني: أنّ الكشّيّ كثيرا ما يروي عنه، عن الفضل بلا واسطة، وهو معاصر الكلينيّ فيكون هو أيضا كذلك.
الثالث: شهرة قائله.
وكيف كان فالحديث المروي في الكافي الذي في سنده محمّد بن إسماعيل عن الفضل لا يبعد صحّته إلا لما حكي عن صاحب المدارك من أنّ الظاهر أنّ كتب الفضل كانت موجودة بعينها في زمان الكلينيّ، وأنّ محمد بن إسماعيل هذا إنّما ذكره بمجرّد اتّصال السند أو لأنّ محمد بن إسماعيل لا يخلو عن أحد الثلاثة، وأيّا منهم كان صحّ الخبر.
أمّا ابن بزيع والبرمكيّ فواضح أمرهما، وأمّا البندقيّ فإمّا لكونه من مشايخ الإجازة كما أفيد، أو لإكثار الكلينيّ الرواية عنه، أو لتصحيح العلامة- على ما حكي- هذا السند، أو لتصريح بعض- كما أفيد- بأنّه شيخ كبير فاضل جليل القدر معروف الأمر دائر الذكر بين أصحابنا الأقدمين في طبقاتهم وأسانيدهم وإجازاتهم.
والإيراد بلزوم سقوط الواسطة على تقدير كونه ابن بزيع فلا يكون صحيحا، مدفوع بأنّ عدم ذكر الكلينيّ الواسطة على هذا التقدير مبنيّ على وصول خبره إليه على وجه القطع، وهذا يكفي في الصحّة، فتأمّل (14).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خلاصة الأقوال: 238، رقم: 16
(2) الفهرست: 155، رقم: 701
(3) رجال النجاشي: 330، رقم: 893
(4) حاوي الأقوال: 2/ 189، رقم: 5536
(5) رجال النجاشي: 341، رقم: 915
(6) الوجيزة: 293، رقم: 1575
(7) رجال ابن داود: 165، رقم: 1313
(8) رجال ابن الغضائري: 97، رقم: 31
(9) مشرق الشمسين: 276
(10) تعليقة على منهج المقال: 297
(11) روضة المتّقين: 14/ 429
(12) منتهى المقال: 5/ 356، رقم: 2492
(13) مدارك الأحكام: 3/ 380
(14) للتفصيل راجع ترجمة محمّد بن اسماعيل في جامع الرواة.