علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
مشايخ الرواة
المؤلف: محمد جعفر شريعتمدار الإسترابادي
المصدر: لب اللباب في علم الرجال
الجزء والصفحة: ص 151 ـ 154
24/9/2022
1406
اعلم أنّ المشايخ على صنفين:
الأوّل: مشايخ الرواة.
والثاني: مشايخ الرجال.
أمّا الأوّل، فبيانه أنّ قدماء محدّثينا- كما قيل (1) جمعوا ما وصل إليهم من أحاديث أئمّتنا عليهم السّلام في أربعمائة كتاب تسمّى الاصول الأربعمائة، ولكنّها لمّا كانت غير مبوّبة ومفصّلة، بل كانت مختلطة تصدّى جماعة من علمائنا اللاحقين بجمع الأخبار الواردة لكلّ باب في بابه، فألّفوا كتبا مبسوطة مبوّبة ومفصّلة مشتملة على الأسانيد المتصلة بالأئمة عليهم السّلام كالكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار ومدينة العلم (2) والخصال والأمالي وعيون الأخبار.
والأربعة الأول هي المتداولة في هذه الأعصار، فالكافي لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ ألّفه في مدّة عشرين سنة كما قيل؛ وكتاب من لا يحضره الفقيه تأليف رئيس المحدّثين حجّة الإسلام أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمي رحمه اللّه؛ والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ رحمه اللّه فهؤلاء المحمّدون الثلاثة رحمهم اللّه أئمّة أصحاب الحديث. فلنذكر أسماء هم وكناهم وألقابهم وأوصافهم وزمان وفاتهم وتقدّم بعضهم على بعض لزيادة البصيرة.
[محمّد بن يعقوب الكلينيّ]
فاعلم أنّ الشيخ أبا جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ- على ما أفيد- كان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم وشيخ أصحابنا (3).
قيل: ولجلالة شأنه عدّه جماعة من علماء العامّة- كابن الأثير- من المجدّدين لمذهب الإماميّة على رأس المائة الثالثة بعد ما ذكر أنّ سيدنا وإمامنا أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام هو المجدّد لذلك المذهب على رأس المائة الثانية (4)
وقيل: مات في شعبان ببغداد سنة ثمان أو تسع وعشرين وثلاثمائة، ودفن بباب الكوفة وعليه لوح مكتوب عليه اسمه واسم أبيه، عنه جماعة منهم ابن قولويه (5).
[محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ]
وإنّ الشيخ الصدوق أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ كما قيل: وجه الطائفة جليل القدر. عنه جماعة منهم الشيخ المفيد محمّد بن محمد بن النعمان مات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (6). وكذا محمّد بن أحمد بن الجنيد أبو عليّ الكاتب الإسكافيّ الثقة الجليل القائل بحجيّة القياس، ولعلّه لذا يقال: إنّه كان أوّل من أسّس أساس الاجتهاد. ولكن ببالي أنّه يقال: إنّه عدل عن ذلك في آخر الأمر.
وعن الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه أنّه قال: أخبرني عنه الشيخ أبو عبد اللّه وأحمد بن عبدون فإنّه أيضا كما قيل: مات بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (7). فهو كان معاصرا للشيخ الصدوق رحمه اللّه موافقا له في سنة الوفاة.
[محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ]
وإنّ شيخ الطائفة أبا جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ رحمه اللّه كما قيل:
كان في غاية الوثاقة، وتلميذ الشيخ المفيد أوّلا والسيّد المرتضى علم الهدى في أواخر تحصيله. وقد ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة وتوفي رضي اللّه عنه ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم الحرام سنة ستين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغرويّ ودفن بداره.
وبالجملة فالشيخ الكليني كان مقدّما على الكلّ، والشيخ الصدوق كان بعده، ويحتمل كون زمان شيخوخة الشيخ الكلينيّ رحمه اللّه زمان شباب الصدوق رحمه اللّه، والشيخ المفيد كان بعد الصدوق راويا عنه، والشيخ الطوسيّ كان بعد الكلّ كالمرتضى رحمه اللّه وهما معاصران، وكان تولّده بعد الشيخ الصدوق (8) بأربع سنين وكان زمان حياته خمسا وسبعين سنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حكى ابن شهر آشوب رحمه اللّه عن الشيخ المفيد قدّس سرّه انّه قال: صنّف الامامية من عهد أمير المؤمنين على عليه السّلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري صلوات اللّه عليه أربعمأة كتاب تسمّى الأصول. معالم العلماء: 39.
(2) هذا عدّ من الاصول الروائية عند الإمامية- زاد اللّه شوكتهم الربانية-.
قال الشيخ قدّس سرّه: كتاب (مدينة العلم) أكبر من (من لا يحضره الفقيه).
الفهرست: 238، رقم: 125.
وهو عشرة أجزاء كما قال ابن شهر آشوب.
معالم العلماء: 147.
قال والد البهائي رحمه اللّه: أصولنا الخمسة الكافي ومدينة العلم وكتاب من لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار قد احتوت على أكثر الأحاديث المروية عن النبي صلّى اللّه عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السّلام عندنا وأهمها بحيث لا يشذ عنها الا النزر القليل.
وصول الأخيار: 85. وظاهره وجوده في عصره أي الى أواخر القرن التاسع.
قال المحقّق الطهراني رحمه اللّه: إنّ العلامة المجلسي صرف أموالا جزيلة في طلبه وما ظفر به وكذا السيد محمّد باقر الشفتي بذل كثيرا من الأموال ولم يفز بلقائه.
نعم ينقل عنه السيد علي ابن طاووس في فلاح السائل وغيره من كتبه وينقل عنه الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي تلميذ المحقق الحلي وابن طاووس وغيرهما في كتابه الدر النظيم في مناقب الأئمة. بالجملة ليس لنا معرفة بوجود هذه الدرة النفيسة في هذه الأواخر الا ما وجدناه بخط السيد شبر الحويزي وامضائه وهو ما حكاه السيد الثقة الأمين السيد معين الدين السقاقلي الحيدر آبادي، فإنّه ذكر هذا السيد الموصوف بالسقاقلي للسيد عبد العزيز المجاز من الشيخ أحمد الجزايري أنّه توجد نسخة مدينة العلم للصدوق عنده واستنسخ عنه نسختين آخرين. وذكر السقاقلي أنّه ليس مرتبا على الأبواب بل هو نظير روضة الكافي.
وروى السقاقلي عن حفظه حديثا للسيد عبد العزيز في فضل مجاورة أمير المؤمنين عليه السّلام نقله عنه السيد عبد العزيز بالمعنى وهو أنّ مجاورة ليلة عند أمير المؤمنين عليه السّلام أفضل من عبادة سبعمائة عام وعند الحسين عليه السّلام أفضل من سبعين عاما.
الذريعة: 20/ 252، رقم: 2830. لعلّ الله (عزّ وجلّ) يحدث بعد ذلك أمراً.
(3) رجال النجاشي: 377، رقم: 1026.
(4) جامع الأصول في أحاديث الرسول: 11/ 323، ح 8881.
(5) رجال النجاشي: 378، رقم: 1026.
(6) رجال النجاشي: 389، رقم: 1049.
(7) رجال ابن داود: 179، رقم: 1455.
(8) أي بعد وفاة الصدوق رحمه اللّه.