x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

نزول القرآن وحفظه وقراءاته

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:25-27

19-12-2021

1682

 

نزول القرآن وحفظه وقراءاته

اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالي أن ينزل القرآن على رسوله صلي الله عليه وسلم منجما في ثلاث وعشرين سنة. حتي تتهيأ النفوس البشرية لتلقي هذا الفيض الإلهي {{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}} وكان أول نزوله في شهر رمضان وفي ليلة معلومة منه هي ليلة القدر {{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}} {{إنا أنزلناه في ليلة القدر}} وظل ينزل به على الرسول الكريم روح القدس جبريل بلسان عربي بليغ {{وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}} {{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}} {{نزله روح القدس من ربك بالحق}} إنه كلام الله أوحي به الى رسوله المصطفي الذي اختاره لتبليغ آخر رسالاته الى الناس كافة. وكان الرسول يأمر بكتابة كل ما ينزل منه وقت نزوله، واتخذ لذلك جماعة من كرام الكاتبين مثل على وعثمان وزيد بن ثابت وأبي بن كعب. ومضي كثير من كتبة الصحابة يكتبونه لأنفسهم. على أنهم جميعا لم يعولوا على كتابته فقط، إنما عولوا أولا على حفظه وأخذه شفاها عن الرسول الأمي، الذي كان يحفظه ويتلوه على المسلمين. وساروا على سنته يتحفظونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار مرتلين له ترتيلا.

ونصوص القرآن صريحة في أن سوره وآياته جميعا رتبت بوحي من الله الى رسوله، يقول جل شأنه: {{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}} {{إن علينا جمعه وقرآنه}} فالرسول لم

25

 

26

يرفع الى الرفيق الاعلى إلا بعد ترتيب القرآن وآياته وسوره ترتيبا كاملا. وتلقاه عنه الصحابة بهذا الترتيب، وكان حفظته يسمون بالقراء. ولما استحر القتل بهم في يوم اليمامة لعهد أبي بكر خشي عمر بن الخطاب أن يستحر بهم في مواطن أخري، فيذهب قرآن كثير، فدخل على أبي بكر لسنتين من خلافته، فقال له: إن أصحاب رسول الله يتهافتون في المعارك، وإني أخشي أن تأتي عليهم.

وهم حملة القرآن فيضيع وينسي، فلو جمعته! ولم يزل عمر يراجعه حتي شرح الله صدره للفكرة ورأي رأيه، وحينئذ عهد الى زيد بن ثابت-أحد كتبة الوحي الأبرار-بجمعه، فجمعه من العسب واللخاف وصدور الحفظة المشهود لهم بالإتقان من مثل أبي بن كعب وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وطلحة وحذيفة وأبي هريرة وأبي الدرداء وأبي موسي الأشعري وتحريا في الدقة ومبالغة في الحيطة أمر أبو بكر أن لا يقبل من حافظ شئ حتي يشهد شاهدان عدلان بصحته وأنه كتب بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولما جمع المصحف حفظ في بيت أبي بكر، ولما توفي وخلفه عمر انتقل المصحف إليه، وبعد وفاته انتقل الى حفصة ابنته أم المؤمنين.

وحدث في عهد عثمان أن أخذ القراء في الأمصار البعيدة يختلفون في بعض الأداء، ولم يكن بين أيديهم مصحف أبي بكر ليرجعوا إليه، فأفزع ذلك حذيفة بن اليمان الذي كان يغزو في فتح أرمينية وأذربيجان فهرع الى عثمان قائلا: إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتي إني والله لأخشي أن يصيبهم مثل ما أصاب اليهود والنصاري من الاختلاف. فهم عثمان الأمر، وأجمع رأيه على أن يكتب للمسلمين إماما يرجعون إليه. وبعث الى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف ننسخ منه نسخا، ثم نرده إليك، فأرسلت به إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقال عثمان للرهط القرشيين، وهم الثلاثة الأخيرون: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في كتابة شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فصدعوا بأمره. ورد عثمان مصحف أبي بكر الى حفصة وطابت

27

 

نفسه، وأمر أن تكتب المصاحف من مصحفه وأن يحملها القراء الى الأمصار، ويقرئوا الناس على حرفها، وأرسل بالمصاحف الى مكة والكوفة والبصرة ودمشق وغيرها من الأمصار الإسلامية، وأمر بحرق ما سواها، فأطاعته الأمة لما تعلم في صنيعه من الرشد والهداية. ومضي القراء في العالم الإسلامي يقرئون الناس القرآن على حرف هذا المصحف الإمام، غير أن فروقا حدثت بينهم في القراءة داخل ذلك الحرف، وهي المعروفة بالقراءات، وقد وقع إجماع المسلمين على سبع منها، وهي قراءات ابن عامر وابن كثير وعاصم وأبي عمرو بن العلاء وحمزة ونافع والكسائي.

وواضح مما قدمنا أن القرآن الكريم أحيط بسياج متين من المحافظة على نصه محافظة بالغة، إذ كانت آياته تكتب فور نزولها، وكان الصحابة يكتبونها ويحفظونها ويتلونها في صلواتهم وعباداتهم مرارا ليلا ونهارا، وسرعان ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد، وأتبعه عثمان بمصحفه، وبعث بنسخ منه الى مختلف الأمصار الإسلامية.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+