كان هناك رجل يُدعى سامر، يعمل موظفًا في دائرة الأراضي. كان سامر معروفًا بنزاهته وكفاءته، لكنه بدأ يشعر بالضيق بسبب دخله المحدود الذي لم يكن يكفي لتغطية متطلبات أسرته المتزايدة.
وذات يوم، جاء إليه رجل أعمال يُدعى عادل، يحمل ملفًا مليئًا بالأوراق ويطلب تسريع إجراءات تسجيل قطعة أرض. قال عادل بنبرة واثقة:
"إن أتممت الأمر سريعًا، سأعطيك مكافأة صغيرة تقديرًا لجهودك."
نظر سامر إلى المبلغ الكبير الذي وضعه عادل أمامه، وتردد قليلًا. لكنه سرعان ما برر الأمر لنفسه قائلاً:
"إنها مجرد مساعدة بسيطة، ولن يضر ذلك أحدًا."
أتم سامر الإجراءات بسرعة مقابل المال، وبدأ يتقبل المزيد من الرشاوى مع مرور الوقت. بدأ يشعر أن الحياة أصبحت أسهل، فاشترى أشياء جديدة، وسدد ديونه، وظن أنه يعيش حياة مريحة.
لكن بعد فترة، بدأ كل شيء يتغير. لاحظت السلطات أن هناك مخالفات في تسجيل الأراضي، وبدأت التحقيق. تم اكتشاف تورط سامر في قضايا رشوة، وتم القبض عليه.
في المحكمة، كان سامر يقف خائفًا ومحرجًا أمام الجميع، بما فيهم أسرته التي كانت تنظر إليه بعيون مليئة بالخيبة. صدر الحكم بسجنه عدة سنوات، وتمت مصادرة جميع الأموال التي جمعها بطرق غير شرعية.
لم تنتهِ القصة هنا...
بعد سنوات، خرج سامر من السجن، لكنه لم يجد من يثق به أو يقدم له فرصة عمل. ظل يعاني من نظرة المجتمع إليه، وأدرك أن المال الحرام لم يجلب له سوى الذل والخسران.
أما في الآخرة...
استذكر سامر كلمات الإمام في المسجد يوم الجمعة، حين قال:
"الراشي والمرتشي في النار."
شعر برعب يملأ قلبه كلما تذكر أعماله السابقة، فأصبح يقضي أيامه في التوبة والدعاء أن يغفر الله له ذنبه.
العبرة:
الرشوة قد تبدو طريقًا سريعًا للراحة، لكنها تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة. المال الحرام لا يبارك الله فيه، ويجلب لصاحبه الفضيحة والخسران. يجب على الإنسان أن يتحلى بالنزاهة والأمانة مهما كانت الظروف، فالثقة والرضا بحلال الله خير من كنوز الأرض.