الإنسان معرّض للانحراف في كلّ لحظة، وحين يأمر الله نبيّه (صلى الله عليه وآله) أن يستعيذ به من شر "الوسواس الخنّاس" فإنّ ذلك دليل على إمكان الوقوع في شراك الموسوسين الخنّاسين مع أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) في مأمن من الانحراف بفضل الله ومدده الغيبيّ وخضوعه التام لله تعالى، فالآيات تأمره أن يستعيذ بالله من شر الوسواس الخنّاس، فما بالك بغيره من الناس!
ولا يجوز للإنسان أن ييأس أمام مخاوف الموسوسين؛ فملائكة الله تهبُّ للأخذ بناصية المؤمنين والسائرين على طريق الله.
فالمؤمنون ليسوا وحيدين في ساحة صراع الحق مع الباطل، بل ملائكة الله في عونهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].
ولكن، على أي حال لا يجوز للإنسان أن يغترَّ وأن يحسبَ نفسه غنيًّا عن الموعظة والتذكير والإمداد الإلهيّ، يجب الاستعاذة به سبحانه دائمًا ويجب أن يكون الإنسان على وعي وحذر باستمرار (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير الأمثل: ج20، ص 585.