1

قلب حديث المباهلة

لمّا رأى بعض المتعصّبين اختصاص هذه الفضيلة (1) بأهل البيت (عليهم السّلام)، لاسيّما وأنّها تدلّ على عصمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) وإمامته، وعلى أنّ الحسنين (عليهما السلام) ابنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) كما نصّ عليه الفخر الرازي وغيره في تفسير الآية عمد إلى وضع حديث ليقلب تلك المنقبة إلى غير أهل البيت وليقابل به حديث المباهلة.
قال ابن عساكر: «أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل بن الكُريدي، أنبأ أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو الحسين أحمد بن قاج، نا محمّد بن جرير الطبري إملاءً، نا سعيد بن عنبسة الرازي، نا الهيثم بن عديّ، قال: سمعت جعفر بن محمّد عن أبيه في هذه الآية ﴿ ... تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ... ﴾ (2) قال: فجاء بأبي بكر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعليّ وولده» (3).
وعنه السيوطي بتفسير الآية كذلك (4).

نظرات في سنده:
وهذا الحديث كذبٌ محضٌ، باطلٌ سنداً ومتناً... ونحن نكتفي بالنظر في سنده... ففيه:
1 ـ سعيد بن عنبسة الرازي
وهذا الرجل ذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال:
«سعيد بن عنبسة أبو عثمان الخزّاز الرازي... سمع منه أبي ولم يحدّث عنه وقال: فيه نظر.
حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت عليّ بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن سعيد بن عنبسة الرازي ـ فقال: لا أعرفه.
فقيل: إنّه حدّث عن أبي عبيدة الحدّاد حديث والان؟ فقال: هذا كذّاب.
حدّثنا عبدالرحمن، قال: سمعت عليّ بن الحسن بن الجنيد يقول: سعيد بن عنبسة كذّاب.
سمعت أبي يقول: كان لا يصدق» (5).
2 ـ الهيثم بن عدي.
وقد اتّفقوا على أنّه كذّاب... قال ابن أبي حاتم: «سئل يحيى ابن معين عن الهيثم بن عديّ فقال: كوفي ليس بثقة، كذّاب. سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث»(6).
وذكره ابن حجر، فذكر الكلمات فيه:
البخاري: «ليس بثقة، كان يكذب».
يحيى بن معين: «ليس بثقة، كان يكذب».
أبو داود: «كذّاب».
النسائي وغيره: «متروك الحديث».
ابن المديني: «ولا أرضاه في شيء».
أبو زرعة: «ليس بشيء».
العجلي: «كذّاب».
الساجي: «وكان يكذب».
أحمد: «كان صاحب أخبار وتدليس».
الحاكم والنقّاش: «حدّث عن الثقات بأحاديث منكرة».
محمود بن غيلان: «أسقطه أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة». «وذكره ابن السكن وابن شاهين وابن الجارود في الضعفاء».
وكذّب الحديث ـ لكون الهيثم فيه ـ جماعة منهم: الطحاوي في مشكل الحديث، والبيهقي في السنن، والنقّاش والجوزجاني فيما صنّفا من الموضوعات وغيرهم»(7). (8).

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. حديث المباهلة.
2. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61.
3. تاريخ دمشق ـ ترجمة عثمان بن عفّان: 41 / 115.
4. الدرّ المنثور 2 / 70.
5. الجرح والتعديل 4 / 51.
6. المصدر 9 / 106.
7. لسان الميزان 6 / 275 ـ 276.
8. المصدر: كتاب الأحاديث المقلوبة في مناقب الصّحابة لسماحة آية الله السيد علي الميلاني (حفظه الله).

قصة وعبرة

المشي على الجمر

حرق جثمان الشهيد العظيم زيد (عليه السلام)

طهارة نبي الله يوسف الصدّيق (عليه السلام)

قلب حديث المباهلة

القاسم ابن الإمام الكاظم (عليهما السلام)

ربوبيّة اللّه طريق لمعرفته (سبحانه وتعالى)

دروس وعبر من قصّة كليم الله موسى والخضر (عليهما السلام)

كيف يكون «الله» أشمل أسمائه سبحانه وتعالى؟

ما صلاة الحبوة؟

ما معنى مصطلح السلسلة الفضيّة في علم الحديث؟

شيخ الطائفة المحقّة ورافع أعلام الشريعة الحقّة (رضوان الله تعالى عليه)

ثقة الإسلام الكليني

لماذا تركّز الشيعة على ظلامة الصدّيقة الزهراء (صلوات الله عليها)؟

لماذا نستعيذُ بالله تعالى؟!

هل هناك فرق بين كتاب علي والجامعة والصحيفة؟

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي