1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مختارات
محاورة مع كتاب(اتجاه الدين في مناحي الحياة) لسماحة السيد محمد باقر السيستاني (دام عزه)-القسم الثالث
علي حسين الخباز
2019/01/05
- ما نفع الدين بالعلم
الكتاب:ــ عنايته في تحفيز العقلانية العامة في الانسان، ويعتمد على المنطق الفكري السليم، ويوجه الى التأمل في الكائنات والأشياء، ويفند الخرافات التي لا برهان عليها، وما تحقق بفضل الإسلام، وما تضمنته من توجه الى العقل والمعرفة من النهضة العلمية في المجتمع العربي والإسلامي، حيث كانت البلاد الاوربية تعاني انحطاطاً علمياً، ولم يعتبر في يوم من الأيام الايمان بديلاً عن العلم في أي حال.
- لدينا سؤال قد يختلف بعض الشيء عن سياق الموضوع، لكنه يبقى في جوهر المعنى، روي عن النبي (ص): quotإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر واحد
الكتاب:ــ انما يكون الاجر على الاجتهاد الخاطئ اذا كان قد بذل جهدا لم يتضرر به احد، واذا تضرر به احد كما لو قتل انسان خطأ، فقد جهل جهلاً كبيراً قبيحاً، فكان عليه الكفارة، فمن اعتقد مثلا انه اذا قتل جماعة من الناس خطأ واشتباها، فمن الخطأ ان نعتبره مأجوراً.
- ما هو اثر الدين على الفلسفة والعلوم
الكتاب:ــ الدين فسر الكثير من الظواهر الكونية، وهو أمر دلت عليه النصوص الدينية، حيث ارشد الانسان الى الاطلاع على القواعد والسنن الكونية، فأصل وجود العالم المادي انه يحتاج الى تفسير ولا تفسير له بناء على ما يرجح من حدوثه إلا وجود الله سبحانه وتعالى خالق الحياة وظاهرة الحياة في العالم المادي، ولا تفسير لها الا وجود خالق للحياة، ومن ثم تفسير الظواهر التاريخية الخارقة مثل: الوحي معاجز الأنبياء كرامات الاولياء انفلاق البحر لموسى وولادة المسيح عيسى بن مريم من غير أب، بينما يؤمن به كثير من الناس، ويعتبرونه من الحقائق التاريخية.
الدين يفسر هذه الأمور، فيدخل مما وراء الطبيعة الرؤية الدينية لا تخرج عن حد النظريات او الفرضيات التي يمكن ان تطرح، ويكون لها شأن كخيار وارد في التفسير العلمي، فعلم المعرفة الإنسانية يضمن للدين الاهتمام بالمعرفة النظرية في بعديها النظري والعملي، وقد عارض الدين الكثير من الخرافات الشائعة مثل: ألوهية الاصنام والبشر والحيوانات والنجوم، كما عارض وجوه التشاؤم والتفاؤل، ونفى وجود حقيقة عينية للسحر واعتبره ضربا من التخيل ليس إلا وقد عارض ممارسته والارتزاق به، ورأى وجود الجن ككائن فاقد الكثافة المادية، كما رأى حقانية بعض القصص الرائجة على تصحيح لها ومن مظاهر الأوهام والخرافات ربما سعيا للارتزاق به، وقسم منها من افرازات المزاج الإنساني فأصول القوى النفسية للإنسان النفس الإنسانية تتمتع بالعقل ونوازع الحكمة والضمير الأخلاقي والرغبات الاعتيادية وكون البنية النفسية للإنسان مصوغة للتعاون مع الحقائق الكبرى للحياة التي جاء بها الدين، وتوجيه الانسان الى المسار القانوني الصحيح في المساحات القانونية المركزية، فإن من غايات الدين اصلاح سلوك الانسان وتهذيبه ابداء المسار القانوني الصحيح للإنسان وفق المنظور الفطري أمر مودع في نفس الانسان وخطبته من خلال قوة الضمير الإنساني.
وللدين دور مهم في توعية الانسان في الشأن العلمي، وهناك أيضاً مساحة لانتفاع الدين بالعلم في مسعاه، حيث ان العلم ينتهي في مسعاه باكتشاف سنن الحياة الى البحث عن نشأة الكون والحياة والظواهر الخارقة، ويلتقي في هذه النقطة في الدين التقاء واضحاً، والعلم كلما تطور كشف عن ابداع ونظم اكبر من الكون، مما يثير عظمة الصانع، ويفند العلم جملة من الخرافات والاوهام التي حاولت تفسير بعض الظواهر لحياة الانسان، وهذا الامر يساعد الدين في مسعاه لإزالتها تقوية للعقلانية العامة والسلوك الحكيم، وادعى بوجود أمور غير قابلة للرؤيا، وانما يشعر بها الانسان من خلال آثارها، كما هو الحال في الجاذبية والمادة المظلمة التي يحدس بوجودها.
ان العلم يوفر الغطاء الفني للمتطلبات العقلانية العامة، بما يساعد على الاقناع بها ودفع الشبهات والعلم بوحي من العقلانية العامة، والضمير الإنساني يوجز النظريات المناسبة للمجالات الاجتماعية والسياسية، ويطور أدوات استثمار الطبيعة بالصناعة والزراعة وهو بذلك ساعد على تحقيق السعادة التي هي من جملة مقاصد الدين في الحياة، وساعد الانسان على فهم نصوص الدين التي حملت معاني متوهمة بالنظر الى المستوى الضعيف للعلم في الأزمنة السابقة.
والعلم ينفي أموراً خرافية الصقت في الدين؛ نتيجة لامتزاجه بأفكار الحاضنة الدينية المتضمنة لبعض وجود الاختلاف، هناك عوارض سلبية تقع في المجتمع العلمي نتيجة نقص الأدوات الادراكية للإنسان، مما يؤدي الى كونه عرضة للخطر، فلا يصح مما يظن من أن من شأن العلم ان يحل محل الدين، وان الأمور تؤدي الى تقلص مكانة الدين في العقول والقلوب من عدم وصول العلم في تفسير نشأة الكون الى نتيجة محددة، وان كان هناك اتجاه يرجح الترتيب الفعلي للكون من خلال الانفجار العظيم، ولكن الواقع أن الترتيب الفعلي للكون أمر ونشأة المادة وحدوثها أمر آخر، فلا تفسر الثاني الا للصانع القدير.
ولأن تفسير حدوث الكائنات على أساس التطور الطبيعي من خلال خلية واحدة او من خلايا وهبت الحياة، فتطورت الى هذه الاشكال من النباتات والحيوانات ليس تفسيرا راجحا لعدم وجود شواهد تدل على امكان التطور في هذا المستوى الهائل، واما ان ينشأ من خلية واحدة نباتات وحيوانات بحرية وبرية وانسان بهذا التنوع والتفصيل، فهو أمر لا دليل تجري عليه بحال فليس من الممكن ادعاء ان العلم قام بفك ألغاز الحياة.
- هناك من يلقي اللوم بالتأخر العلمي
الكتاب:ــ هذا الطرح مبني على أساس أن الدين في رأيهم يفسر كل الأشياء والظواهر التي يجهل الانسان أساسها بأنها من فعل الله سبحانه وتعالى، فاستراح اهل الدين الى هذا التفسير الذي هو المنهج العلمي الموجب لاستكشاف السنن الكونية، واستثمارها في منفعة الانسان، بينما الحقيقة ان نسبة الكون والكائنات والظواهر المختلفة الى الله تعالى لم يكن على أساس ظواهر عارضة على حد المعاجز التي اتفقت للأنبياء بل كان على أساس تحفيز ما فيها من شحنات دلالية على وجود الله تبارك وتعالى وإن الدين أغرى الانسان في التوغل في الاستدلال العقلي الفلسفي الذي يؤدي الوقوع في الأوهام، حيث احتج على وجود وما وراء الطبيعة من خلال وجود الطبيعة، وبذلك اسهم في تقلص المنهج التجريبي والاستقرائي للعلوم الطبيعية، بينما الحقيقة ان الدين اعتمد على البديهيات العقلية الفطرية التي لا تحتاج الى بحث واستدلال نظري في اقناع الانسان بها، ولم يعتمد على المنهج الاستدلالي النظري لعدم الحاجة اليها.
- نجد ان البعض يسقط إشكالات شمسية في القرون الوسطى على الدين الإسلامي
الكتاب:ــ من الخطأ العلمي ان نحسب تعامل رجال الكنيسة مع العلم، وقد ورد في الدين نفسه ذنب فئة من يدعي تمثيله بإغواء الناس، وأكل المال بالباطل ومن المؤسف ان هذا الامر اصبح جزءا من الذاكرة التاريخية للإنسان في الغرب مما أدى الى سقوط الثقة بالدين من غير أساس موضوعي، فإن للحوادث المريرة التي تقع في اثر الاختلافات الفكرية والمعرفية والتعلق في ذاكرة الانسان آثاراً سلبية ملحوظة على مواقفه اتجاه قضايا ذات صلة بها، وقد يكون من اللافت ان يسري هذا الشعور اتجاه الدين بمعارضة العلم الى فئة من المسلمين في حين لم تقع مثل هذه التجربة في التاريخ الإسلامي.
اعضاء معجبون بهذا
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/02م
في زمنٍ أضحت فيه القراءة الطويلة ضرباً من الترف الفكري، وغدت الورقات المكدسة على رفوف المكتبات ذكرى يتنهد لها العشاق، يبرز "المرجع الإلكتروني للمعلوماتية" كواحةٍ للمعرفة، تجمع بين دقة الموسوعات العلمية وثراء المكتبات. لكن هذه الواحة ليست مجرد ملاذٍ للباحثين، بل ومن يبحث عن المعارف بدون جهد فيرى... المزيد
عدد المقالات : 77
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2025/06/30م
زيد علي كريم يتراءى لي ضريحك وكيف كانت تلك الليلة الحزينة التي تشفى جسد عليل أصابه ما أصابه من الآلام والأحزان، من وجد متلهفا للقائك ماذا فعلت به لكي يصبح أسير حبك راغبا ومتلهفا لحضرتك المعطرة .... أنتظرت حتى الفجر وأنا تحت قبتك وبين الحرمين مابينك وبين قطيع الكفين ، فذاك يسلم وذاك يهتف ياهلا بزوار... المزيد
عدد المقالات : 85
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 85
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/18م
في صحراء الشمس، وعلى صهوة البيان، وقف النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) والسماء تصغي والأرض تتهيّأ لموعدٍ خالد. فوق هامات الحجيج، ارتفع النداء: "من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه." لم تكن كلمات، بل كانت وصايا السماء، كانت يدًا مرفوعة من نور، تبايع العدل والوصاية والهدى. ومنذ ذلك اليوم، صار الغدير نبضَ... المزيد
عدد المقالات : 3
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء العشرون: تأمل في دالة الموجة التي تعرف أكثر مما نعرفه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/7/2025 في مقالات سابقة، اعتدنا أن نعتبر أن الدالة الموجية تصف نظامًا معينًا (وفي الواقع، جسيمًا منفردًا). لنفترض الآن أن... المزيد
تراجع صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق لعام 2024 والربع الأول من 2025 أظهرت البيانات الصادرة عن البنك المركزي العراقي أن صافي الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال عام 2024 سجل عجزًا قدره 8 مليارات دولار أمريكي، نتيجة خروج صافي استثمارات أجنبية... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء التاسع عشر: حين لا تجيب الدالة الموجية عن السؤال كله الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 1/7/2025 في هذا المقال، سوف نسأل: هل سمحت لنا نظرية الكم فقط بحساب نتائج تجاربنا أم أنها أيضًا أجابت عن المشكلات العميقة التي... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com