في أجواء الولاء والارتباط بأهل البيت (عليهم السلام)، قد يقع البعض في خطأ جسيم دون أن يدركوا، وهو محاولة قياس غير المعصوم بالمعصوم، أو تشبيه الأشخاص العاديين مهما بلغوا من العلم أو العبادة بأولئك الذين اختارهم الله وجعلهم معدن الرسالة ومهبط الوحي.
الإمام علي (عليه السلام) وضع حدا لهذا الوهم حين قال: "نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة." فكيف يُتصوَّر أن يُقارَن من اصطفاهم الله بمن سواهم
لكن غياب الفهم العميق لهذه الحقيقة قد يقود إلى اختلالٍ في التوازن العقائدي، لا سيما عند الشعراء والخطباء وأصحاب المجالس، الذين قد تدفعهم العاطفة إلى مغادرة بعض الموازين العقائدية، فيجعلون غير المعصوم في مقام المعصوم، أو يصفون أحدا بصفات ليست إلا لأهل العصمة، والنتيجة أن يفقد العزاء هيبته، ويخرج الخادم عن ألحان الرثاء الحقيقية التي أرادها أهل البيت أن تكون دموعا نقية وصرخاتٍ واعية، لا غلوا ولا مجازفة.
إن الالتزام بموازين العقيدة عند الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) هو صمام الأمان للمحافظة على نقاء الفكر الشيعي، وهو الخط الفاصل بين الولاء الحق، والانحراف الذي يطمس معالم الحقيقة. فلا مقام إلا لمن نصبه الله مقاما، ولا طهر إلا لمن طهره الله تطهيرا.
نسأل الله أن يرزقنا البصيرة في معرفة مقاماتهم الحقة، وأن يجعلنا ممن يقتدي بهم بحقّ، لا ممن يغالي في غير موضع الغلو.
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN