Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
العمل التطوعي لمجتمعٍ متراحم

تابعت قبل أيام وعبر منصة زوم ورشة عمل، نظمتها كلية الإعلام في جامعة بغداد بعنوان أهمية العمل التطوعي في بناء الشخصية الإنسانية للطالب الجامعي. تضمنت الورشة أوراقاً بحثية قيِّمة لخّصها أصحابها، وهم من أساتذة الكلية، وطلاب دراسات عليا، بينما كنت أنا المتسلل الوحيد من خارج الكلية، بعدما شدني الموضوع. ورغم أن أهمية العمل التطوعي لا تقتصر على أنسنة الطالب الجامعي، بل هي مطلوبة لجميع الناس، وفي مختلف مستوياتهم العمرية والثقافية، الّا أنّ الطالب الجامعي يحتاج إلى هذا الخلُق أو ترسيخه أكثر، كونه يستعد إلى الانطلاق إلى ساحة العمل التي يكون خلالها متعاملا مع المجتمع، مباشرة أو عبر واسطة هي في الغالب السلع والخدمات. طالب الإعلام يحتاج إلى التسلح بهذه الثقافة أكثر من غيره، لأنه سيعمل مباشرة مع أبناء المجتمع، باعتبارهم المستهلك المباشر لمنتجه الإعلامي.

يُعدّ هذا جزءاً من أنسنة الإعلام، أي جعل الإنسان ومصلحته محور العمل الإعلامي. أحد أساتذة الكلية قال في مداخلته إن نشر ثقافة العمل التطوعي ضروريٌ للمجتمع العراقي، الذي يتسم بالكسل، فانبرى له بعض زملائه معترضين على وصفه هذا، مدفوعين بذلك الكبرياء العراقي المنقطع عن الواقع. هو قال الحقيقة وهي ليست سبّة بقدر ما هو تشخيص لحالة مرضية انتجتها ظروف سياسيَّة وتاريخية. فالشعوب التي تعيش في ظل أنظمة فردية لعقود طويلة، تتحول إلى شعوب خاملة معتمدة على الحكومة في كل شيء، فلا يكون هناك مجال للتفكير الحرّ والمبادرات الفردية والإبداع، وهذا ما أصاب مجتمعنا على مدى عقود، ويحتاج إلى عقود للتخلص منه شرط توفير الحكومة محفزات الإبداع، وتبني المبادرات الفردية ودعمها.

العامل في الإعلام هو المساهم الرئيس في بناء الإنسان، وفي حال لم يكن متسلحاً بالأدوات والمواد الرصينة، سيكون هادمًا للإنسان، كما يفعل الكثير من العاملين في هذا الحقل اليوم. يتعاظم دور الإعلامي هذا في عصرنا حيث العملية الإعلامية، وبفعل التقنيات الاتصاليَّة الحديثة، وخوارزميات المنصات الالكترونية باتت تؤثر في وعي المتلقي عنوة، وبسعة انتشار لا يمكن وصفها. هنا تكون لثقافة العمل التطوعي أولوية في قائمة اهتمامات الإعلامي، الذي يحمل هم الإنسان والمجتمع.

الإعلامي الواعي يعلم أن ثقافة العمل التطوعي لا تكافح الكسل فقط، إنما تعالج حالة الأنانية، التي تفشت في المجتمع بفعل الظروف القاسية، التي مرّ بها من حروب وحصار وكبت سياسي وخوف من المستقبل في ظل غياب الأمن الاجتماعي. لا يحتاج الأمر إلى إثبات وجود هذه الحالة، بل يكفي النظر إلى حالة التدافع في أكثر من مجال، من أجل تحقيق مكسب ذاتي دون النظر إلى حقوق الآخرين. هذا الانحراف السلوكي، هو الذي يجعل البعض يتورط في انهيار جسر مثلا، وسقوط قتلى وجرحى لمجرد أن المقاول الفاسد حاول توفير بعض المال عبر الغش في مواد البناء، وهو الذي يجعل السائق في الشارع يندفع ليمنع آخر من التقدم وهكذا.

التخلص من الأنانية والكسل سيعيد إلى المجتمع حالة التكافل والتراحم، التي حثّت عليها النصوص الدينية، وجعلت جزاءها ثواباً عند الله، وهو ما يشكل دافعا إضافياً للمؤمنين للتحلي بهذا الخُلُق، فالرسائل السماوية كلها تدعو إلى مساعدة الآخرين، وهذا عمل تطوعي، في سياق هدف عام هو أن يسهم الإنسان في إعمار الأرض، وبالتالي توفير سبل الحياة الكريمة للجميع.

العمل التطوعي ثقافةٌ وخلقٌ إنسانيٌّ ومظهرٌ من مظاهر السلوك الحضاري في المجتمعات المتقدمة. بل إن هذه الثقافة يجري زرعها في الإنسان منذ الطفولة، وهناك تشجيعٌ عليها من خلال أفضليات تعطى للمتقدمين إلى الجامعات أو الوظائف، ممن قاموا بأعمال تطوعية لخدمة الإنسان والمجتمع والبيئة.

نحتاج إلى حملة واسعة، في المدرسة والجامعة والجامع والإعلام، من أجل نشر وترسيخ العمل التطوعي، الذي يطرد الأنانية والكسل ويجعلنا مجتمع تراحم وبناء.
البحث العلمي في العراق بين الأزمة والإصلاح: مراجعة نقدية في ضوء تجارب دولية رائدة
بقلم الكاتب : محسن حسنين مرتضى السندي
يمثل البحث العلمي حجر الزاوية في بناء الاقتصادات المعرفية المستدامة، والمحرك الأساسي للسيادة التنموية لأي دولة. كما يعكس حيوية منظوماتها الأكاديمية وقدرتها على توليد معرفة أصيلة تخدم تقدم المجتمع. إلا أن العراق، على الرغم من امتلاكه رأسمال بشرياً مؤهلاً وشبكة جامعية واسعة، يواجه أزمة هوية ووظيفة... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 1 اسبوع
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 1 اسبوع
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 1 اسبوع
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )