ان معترك هذه الحياة وكل الحقائق موجودة في كتابنا الحق الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ...} [فصلت: 42] ولاية الامام علي حق وكل حق له أصل قراني..
ما نبأ نبي بالنبوة ولا بالرسالة الا وينبأ بولاية علي فعليٌّ ليس رجلًا تاريخيًّا جاء بعد زمنِ النبوةِ، بل هو رجلٌ لا يُقاسُ برجالٍ، إذ جعلَ اللهُ تعالى ولايتَه حاكمةً على نبوَّةِ الأنبياءِ والاعتراف بها تقربهم زلفى لديه، فأول من صدق بولايته وامن وأسرع دون اعتراض او كلالة كان من اولي العزم فشرف الانتساب لولايته عظيم.
قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأعلى: 16]، فسَّرها الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) بأنها ولايتُهم، ثم قال: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17]، ولاية امير المؤمنين فأينَ هذا: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 18-19].
وقد رُوي عن الإمامِ أبي الحسنِ (عليه السلام) أنَّ ولايةَ عليٍّ مكتوبةٌ في جميعِ صحفِ الأنبياءِ، وما بُعثَ نبيٌّ إلَّا بنبوةِ محمدٍ (صلى الله عليه وآله) وولايةِ عليٍّ (عليه السلام).
فهي الدستورُ الذي قامتْ عليه جميعُ الدياناتِ. وكلُّ نبيٍّ كان يبشِّرُ خواصَّ قومِه بهذا السرِّ العظيمِ، ونحنُ قد شُرفنا بأنْ وُلدنا تحتَ ظلِّ هذا الدستورِ الإلهيِّ، وهو ولايةُ آلِ محمدٍ (صلى الله عليه وآله).
ولايةُ عليٍّ في المعراجِ: الوصيةُ الإلهيةُ
وحينَ عُرِجَ بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله) إلى السماءِ مئةً وعشرينَ مرَّةً، ما مِن مرَّةٍ إلَّا وأوصاه اللهُ تعالى بولايةِ عليٍّ والأئمةِ (عليهم السلام)، بل زادَ في تأكيدِها على سائرِ الفرائضِ لعِظَمِ شأنِها. فلماذا قدَّمَها اللهُ على غيرِها لأنها البابُ والمفتاحُ، فلا يُقبَلُ عملٌ إلَّا بها.
فالقران الكريم في اغلب سورة توجد آيات تعنى بالولاية لأهل البيت عليهم السلام نذكر منها
ولايةُ الامام في سورةِ لقمانَ
قال تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، فالنعمةُ الظاهرةُ هي نبوةُ محمدٍ (صلى الله عليه وآله) وما جاءَ به من توحيدٍ، وأما الباطنةُ فهي ولايةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام).
وقال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22]، وقد فسَّرها القميُّ بأنها الولايةُ.
ولايةُ الامام في سورةِ الأحزابِ
وفي سورةِ الأحزابِ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب: 7]، فسرَّها الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) بأنَّ الميثاقَ كان بالربوبيةِ للهِ، والنبوةِ لرسولِه، والإمامةِ لأميرِ المؤمنينَ والأئمةِ (عليهم السلام).
وهذا غيضٌ من فيضٍ، فمَن أرادَ التوسُّعَ في معرفةِ ولايةِ آلِ محمدٍ (عليهم السلام) في القرآنِ، فليراجعْ كتابَ "الهادية القرآنية" للسيدِ هاشمِ البحرانيِّ ثبتنا الله وأياكم بالقول الثابت على ولاية الائمة الطاهرين.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN