عادة ما يتردد الى مسامعنا مصطلح الخلايا الجذعية وهو عادة ما يكون مرتبط بمرض معين من الصعب او استحاله علاجه بطرق العلاج التقليدية ، وهذا الامر نسمعه في نشرات الاخبار و نقره في الصحف و مواقع التواصل غالبا ، ولذلك لابد من ايضاح هذا المصطلح وماهو سر ارتباطه بالعديد من الامراض والاصابات ؟
تعد الخلايا الجذعية بمثابة المواد الاساس او المواد الخام في الجسم ، فهي خلايا موجودة في اجسام الكائنات متعددة الخلايا ( الكائنات الراقية) ومنها تتولد جميع انواع الخلايا التي بدورها تؤدي وظائف متخصصة حسب الموقع الذي تحتله من الجسم ، اي ان لهذه الخلايا لديها القدرة على تجديد نفسها و التمايز (تخصص) إلى نطاق متنوع من الخلايا الجسم المتخصصة.
عندما تنقسم الخلايا الجذعية سوف تكون المزيدً من خلايا تسمى بالخلايا الوليدة، وهذه الخلايا الوليدة إما أن تصبح خلايا جذعية جديدة (ذاتية التجديد) أو خلايا متخصصة (متمايزة) ذات وظيفة متخصصة أخرى مثل خلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب أو الخلايا العظمية. لا توجد خلايا أخرى في الجسم لها هذه القدرة الطبيعية على توليد أنواع خلايا جديدة.
ثمة مجوعتان واسعتان من أنماط الخلايا الجذعية في الثدييات:
(أ) الخلايا الجذعية الجنينية المعزولة من الكتلة الخلوية الداخلية للكيسة الأريمية Blastocysts للجنين بعمر 3 الى 5 ايام . تعتبر هذه الخلايا فائقة القدرات Pluripotent؛ بمعني أن لها القدرة على التجدد الذاتي وتشكيل مختلف أنماط الخلايا، وبالتالي يمكن أن تصبح أي نوع من الخلايا في الجسم. يتيح هذا التعدد إمكانية استخدام الخلايا الجذعية الجنينية لإعادة تكوين الأنسجة والأعضاء المريضة أو إصلاحها.
(ب) الخلايا الجذعية البالغية الني توجد في أنسجة البالغين مثل نقي العظم Bone marrow. وتكون هذه الخلايا محدودة في قدرتها على تشكيل مختلف أنماط الخلايا ولهذا فإنها تكون متعددة القدرات Multipotent وليست فائقة القدرات، وبالمقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية، فالخلايا الجذعية لدى البالغين لديها قدرة محدودة في تشكيل عدة خلايا في الجسم. فعلى سبيل المثال، الخلايا الجذعية المكونة للدم في نخاع العظم يمكن أن تكوِّن خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، ولكن الخلايا الجذعية المكونة للدم لا تكون خلايا الكبد أو الرئة أو المخ، وفي المقابل الخلايا الجذعية في الأنسجة والأعضاء الأخرى لا تكوِّن خلايا الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية.
إن تقيات العزل والزرع المبرمج للخلايا البشرية الجذعية البشرية تحمل إمكانيات كبيرة لعلاج الامراض التنكسية، والسرطانية، والوراثية. وقد قال روث فادن Ruth R Faden من جامعة جون هوبكنز ذات مرة "أننا نؤمن بأن الإلتزام نحو تخفيف المعاناة الانسانية يربطنا جميعا ويبرر استعمال الحياة الجنينية الباكرة أداة لذلك.
عادة ما يتم جمع الخلايا الجذعية من نخاع العظم (تؤخذ من الجزء الخلفي من عظم الحوض (الورك)) او تؤخذ من دم الحبل السري وهو الدم الموجود في المشيمة والحبل السري بعد ولادة الطفل، وجمعه لا يشكل أي خطر صحي على الرضيع، حيث يتم الاحتفاظ بدم الحبل السري في حاوية معقمة وتجميده إلى وقت الحاجة. و بالفعل لقد أجريت العديد من عمليات زرع الخلايا الجذعية، وهي معروفة أيضًا باسم عمليات زرع النخاع العظمي ، وفيها يتم استبدال الخلايا الجذعية الخلايا التالفة بسبب علاج كيميائي أو مرض ما أو تعمل كطريقة للنظام المناعي للمتبرع لمكافحة أنواع معينة من السرطان وبعض الأمراض المرتبطة بالدم، مثل سرطان الدم، والليمفومة، والورم الأورمي العصبي، والورم النقوي المتعدد.







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN