المرآة عندما نقف امامها لا تعكس الا ماهيتنا ، هيَ ليست ذلك الطرف المنحاز الى معلم من معالم وجوهنا او اي شيء آخر من معالمنا الخارجية .
هي دائماً تعكس حقيقة ما نحن عليه ، ليتسنى لنا بعد المشاهدة أجراء اللازم.
ولعلي اركب قارب التبعيض اسلم لي من ركوب قارب التعميم تلافياً للوقوع في مصيدة عدم الحياد ولو جزئيناً عن الحقيقة.
فأقول كذلك معظم الاشياء في الحياة عندما نضعها امام المرآة لا تعكس الا حقيقتها.
ولما كان تأريخ العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حافلاً بالأحداث والتحديات فأبدأ من حيث انتهينا 1_10_2020م واعطف على ما كان ، واضع الكل امام المرآة لنرى الحقيقة كما هي بعيدا عن الفلسفة الزائدة والتنظير الغير مجدي.
احد اكبر الاكاذيب الكبيرة التي سمعتها في حياتي هي كذبة ان سر قوة المجتمع العراقي تكمن في تنوعه وتعدده!
وعجباً كيف يكون نوع التنوع الذي عندنا سر القوة وهو الذي تسلق بالبلد سُلّم التناحر والتخاصم طائفياً وقومياً وسياسياً!!
اولى السنوات ما بعد سقوط النظام المقبور حتى يومنا هذا اذا ما وضعت امام المرآة لا تعكس الا هذه الحقيقة! ولا يزال البلد يدفع ثمن افرازات هذا التعدد.
الانتفاضات والثورات الطائفية او القومية في بلد متنوع الانتماءات ومتعدد الولاءات كما نحن لا تفضي الى نتيجة سوى انها تعزز الانقسام والتشرذم، "تشرين" اماطة اللثام عن وجه هذه الحقيقة!
نلاحظ في كثير من الدول المتقدمة ان الشعب يضبط السلطة ويوجهها، عبر الرأي العام الموحد الذي يصنف من وجة نظر القانون الدستوري انه احدى سلطات الرقابة على اداء السلطة التنفيذية، وهذا ما نفتقر اليه بسبب ما اسلفنا من طرح اشار الى انقسام و تشرذم المجتمع.
في دول اخرى نجد ان السلطة التنفيذية وبقوة القانون هي التي تضبط تشرذم وانقسام المجتمعات التي هي من هذا القبيل، وهذا ايضاً نفتقر اليه لان صورة السلطة في العراق ما هي الا انعكاس لحقيقة المجتمع .
في ضل هذه الصورة المثقلة بما لا يُحَبب النظر اليه نلاحظ ان مشكلتنا اجتماعية بالدرجة الاساس، ولابد من توجه حازم للعمل على اعادة بناء المجتمع العراقي وفق الاطر التي تستوعب الجميع، وهذا علاج طويل الامد.
الاقرب من ذلك ما نادت به المرجعية الدينية " اصلاح النظام السياسي نفسه" على وجه العموم لأنه من المعروف ان المرجعية الدينية الشريفة لا تخوض بالتفاصيل الا لضرورة قصوى.
من جهة اخرى نادى بعض السياسيين بضرورة تغيير النظام الى "رئاسي" وهو من وجهة نظر شخصية يعتبر التغيير الأسرع ان حصل، وسيضبط تشرذم وانقسام المجتمع "بقوة القانون" .
في النهاية نحن ننشر امانينا على حبال التمنيات، بغية احداث التغير المنشود ليس الا.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN