البطالة هي داعش اخر لم ننتصر عليه بعد بل هو من يذيقنا الهزيمة تلو الهزيمة كل يوم...
البطالة ليست في تاثيرها المادي فحسب ولكن الاخطر هو تاثيرها النفسي....وفي رواية مروية عن الامام الصادق عليه السلام مضمونها انه وجد دكان واحد من شيعته مغلقا في احد الايام فسال عنه فقيل ان ذلك الشخص يقول ان لديه مايكفيه من المال الى نهاية عمره لذلك فسيفرغ نفسه للعبادة ويترك العمل...فطلب الامام ان يخبروه ان جعفر الصادق يقول لك..امض الى محل عزك قبل ان يذهب تسعة اعشار عقلك....
فاذا كان رجل مؤمن مسن لديه مايكفيه من المال ومع ذلك فان جلوسه بلا عمل سيذهب بتسعة اعشار عقله فالسؤال كم سيذهب من عقول شباب بلا مال واغلبهم ذوي ثقافة دينية بسيطة حين يعيشون في بطالة مستمرة
والجواب نجده واضحا في الاف الشباب الذين جندهم داعش في المدن الغربية وانتشار الجرائم والمخدرات وغيرها في الوسط والجنوب...فما هو الحل
الاجابة الجاهزة لدى الكثيرين هي ان توظفهم الدولة لديها...
-ولكن الدولة لديها اكثر من حاجتها
-حتى وان فهم ابناء الشعب والدولة يجب ان تعطيهم رواتب فهو مال الشعب...
-وهنا الطامة الكبرى لان اعطاء راتب لموظف زائد عن حاجة الدولة هو ظلم لباقي الناس واخذ من حصصهم في موارد الشعب والتي كان من المفروض صرفها كخدمات ومشاريع وغيرها تفيد الاكثرية ...
اذن ماالحل
والجواب النظري هو وجود قطاع خاص قوي كباقي الدول المتقدمة والتي موظفي الدولة فيها هم الاقل عددا نسبة لباقي الموظفين...ولكن المشكلة ان القطاع الخاص في العراق هو ضعيف هزيل كسيح وهو امر طبيعي لبلد مر بما مر به العراق لان راس المال جبان كما يقال فلايستقر في مكان غير مستقر ونظرة الى احصائيات الدول المجاورة في شراء العقارات لديها تخبرنا ان العراقيين من اكثر المستثمرين لاموالهم في تلك الدول...فعمليا ليس لدينا قطاع خاص يتمكن من المساهمة بحل المشكلة ولاحتى في المستقبل المنظور ...ويعود السؤال...فما الحل
وهنا تتجه انظار الحل الى ادارة العتبتين المقدستين والتي بيدها (حسب رايي البسيط) مفتاح حل ازمة البطالة في العراق والذي ان تم باذن الله سيحل بدوره ازمات اخرى في المجتمع وهو حل واقعي ممكن التطبيق واعرضه بخدمتكم عسى ولعل......
ببساطة نحتاج الى شركات ضخمة في العراق من نمط الشركات اليابانية والتي يوقع الموظف فيها عقدا اختياريا للتوظف لمدى الحياة وفي المقابل توفر له الشركة السكن ولاطفاله المدارس حتى تخرجهم من الجامعة لتعينهم بعد ذلك في كوادرها بل وحتى العطل والسفرات السياحية تتكفل بها الشركة لموظفيها فتكون تلك الشركات بمثابة اوطان مصغرة داخل وطنهم فيمنحوها كل طاقاتهم لما تمنحهم من حياة كريمة لهم ولعوائلهم .....ولاابالغ ان قلت ان ادارة العتبتين المقدستين هي الجهة الوحيدة في العراق المؤهلة لفعل ذلك وعلى نطاق العراق كله... فلا الدولة بالفساد المستشري في مؤسساتها وميزانيتها الخاوية ولا القطاع الخاص المسكين لديهم القابلية لذلك ووحدها ادارة العتبتين من تتمكن من احداث طفرة تاريخية تغير وجه العراق اقتصاديا واجتماعيا وغيرها من الوجوه وللاسباب التالية:
اولا: ان هكذا مشروع ضخم يقوم على دعامتين اساسيتين تتفرع عنهما دعامات فرعية واول الدعامتينوجود ادارة نزيهة قوية تستطيع ايجاد هذا المشروع الهائل والسيطرة عليه واحضار الكفاءات المناسبة له دون محسوبية ومن ثم رعايته بصبر حتى يقف على قدميه ولايوجد جهة لديهامثل هذه المواصفات وتستطيع الانفكاك من تاثير المسؤولين الفاسدين في الدولة بل ويحسبون لها الف حساب الا ادارة العتبتين المقدستين للثقل الذي تمثله في المجتمع ولمصداقيتها العالية فيما نفذته من مشاريع ولدعم المرجعية الرشيدة لها....
ثانيا: ان الدعامة الثانية هي راس المال واتحدث هنا عن مليارات الدولارات وايضا وحدها تلك الادارة من بيدها توفير ذلك اما الطريقة فهي بتاسيس تلك الشركات وطرح اسهمها للاكتتاب العام ليمول الشعب تلك المشاريع وحسب الخبراء فان ثلاثة ارباع النقد في العراق تقريبا يحتفظ بها الناس لديهم بعيدا عن البنوك فاذا وجدوا جهة استثمارية رصينة نزيهة تفتح لهم باب الاستثمار لاموالهم فمن المؤكد انهم سيقبلون وبكثافة على شراء اسهم تلك الشركات ليتوفر بذلك راس المال المطلوب مهما بلغ من ضخامة...
وتبقى هنالك الامور الفرعية واولها ماهية عمل تلك الشركات وهنا يتوجب الاستعانة بارقى درجات الخبراء العالميين ليضعوا دراسة شاملة لجميع مدن العراق تبين نوع كل مشروع في كل مدينة بحسب مواردها الطبيعية وبما يحقق تكاملا بين تلك المشاريع لينتج صناعة وزراعة تخرج العراق من بلوى الاعتماد على النفط اعتماد مريض السكر على الانسولين....
والامر الاخر هو ارض كل مشروع والذي ستبنى عليه المصانع وبيوت الموظفين ومدارس اولادهم وغيرها وهذه ممكن الحصول عليها حسب قانون الاستثمار وايضا ادارة العتبتين من تتمكن لوحدها في العراق من فعل ذلك دون المرور بدهاليز الرشاوى التي يمر بها كل من اراد الاستثمار في العراق ليتمكن من الحصول على التصاريح المطلوبة.....
وعند الوصول لتلك المرحلة بتاسيس الشركات في كل موقع حسب المخطط له ويتم دعوة الناس للعمل فيها فسيكون امر رائع ان يبني الناس شركاتهم( بل اوطانهم الصغيرة داخل وطنهم الكبير)من الصفر بايديهم واثناء ذلك يتم عمل دورات باشراف خبراء ليعلمونهم بعد تقسيمهم الى فئات ليصبحوا عمالا مهرة كل في مجاله حتى اذا ما اكتمل بناء وتجهيز كل شركة بما تحتاج من بنايات ومعدات تكون الكوادر المدربة جاهزة لبدء العمل فيها.....
ربما تبدو فكرة خيالية بضخامتها ولكنها عند التامل فيها قابلة للتطبيق لتوفر الاساسات اللازمة لها كما شرحت سابقا فاذا اجتمعت الادارة النزيهة براس المال المطلوب والخبرة العلمية المناسبة وكانت الارادة القوية هي المحرك بعد التوكل على الله عزوجل فلاشك ان النتائج ستكون عظيمة.....







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN