مُذ أشرق على الدنيا نور نبينا المصطفى الخاتم "صلى الله عليه وآله" حتى تبدّد ظلام الكفر والإلحاد والجور, وجلا بضيائه قلوباً وعقولاً غلّفها صديد العبودية والجاهلية المقيتة وأوقد فيها جذوة الإيمان واليقين بالله الواحد الأحد ليصبح أعظم قائد لأفضل أمة برسالته الإلهية السمحاء والتي حملها من بعده أهل بيته "عليهم السلام" ومنهم حفيده الإمام السادس الذي صادفت ولادته الشريفة في هذا اليوم أيضاً, وورث شعاعاً من نوره وصدقه وحمل مشعلاً من علمه وأرسى قواعد رسالته إنه الإمام جعفر الصادق "عليه السلام". لهذا فحريٌّ بالمؤمنين والموالين أن يحتفوا كل الاحتفاء ويقيموا محافل البهجة والولاء تيمّناً بولادة هذين النورين العظيمين, أقامت خادمات العتبة الكاظمية المقدسة احتفالاً بهيجاً في جامع الإمامين الجوادين"عليه السلام", أُفتتح بتلاوة مباركة من آي الذكر الحكيم, تلاها قراءة بعض الأدعية المأثورة لما للدعاء من فوائد معنوية عظيمة وتأثير بالغ في النفوس, وكان للمحاضرة الدينية التي أُلقيت في الحفل دور كبير في تبيان بعض المواقف من حياة الرسول "صلى الله عليه وآله"، وشرح موجز لصفاته النبيلة وأخلاقه الحسنة وشمائله وكيف طبّقها عملياً في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحربية, حتى أسر النفوس وأصبحت القلوب تهوي إليه وتؤمن بما جاء في رسالته الخالدة, وجاء في نهاية المحاضرة حثٌ على الاقتداء بسيرة النبي الكريم "صلى الله عليه وآله" والاتصاف بصفاته السامية وغرسها في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم ليكونوا مشعل هداية وصلاح في المستقبل كما كان نبيهم الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين "عليهم السلام". كما شهد الحفل مسابقة شيّقة للزائرات الكريمات طرحت فيها بعض الأسئلة الدينية والفقهية لإضافة المعلومة والفائدة, ووزّعت على الفائزات جوائز من بركات الإمامين الجوادين "عليه السلام". واختتم بالدعاء لصاحب العصر والزمان وتعجيل فرجه الشريف وللمؤمنين والمؤمنات بقضاء الحوائج وشفاء المرضى ونصر شيعة أمير المؤمنين "عليه السلام"، على أعدائهم ببركة هذا اليوم المبارك العظيم.