من بين الجوانب البطولية والجهادية في معركتنا الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي جانبٌ آخر لم يُسلط عليه الضوء من قبل الاعلام ومن باب المسؤولية الإعلامية وضمن الرقعة الجغرافية للعتبة العسكرية المقدسة توجه اعلام العتبة في صباح يوم الخميس المصادف (17/آب/2017 والموافق لـ 24/ذي القعدة/1438) الى المستشفى الأولى للحشد الشعبي منذ بدأ العمليات العسكرية في سامراء المقدسة متجولًا بين ارجاء المستشفى واقسامها الصحية والإدارية لنقل صورةٍ دقيقة وواضحة عن معالم هذا الركن الأساسي في انتصارات ابطالنا في سوح القتال ومتحدثًا الى الكادر الطبي والاداريين في المستشفى ومع بعض المصابين والجرحى في فصائل الحشد الشعبي.
ومن جانبه تحدث المعاون الإداري لمستشفى الشهيد محمد الماجد الأستاذ (خليل إبراهيم سدخان) الى اعلام العتبة العسكرية المقدسة مبينًا: بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي وتأهب كل الطاقات الجهادية القتالية وتضمينها في مؤسسة الحشد الشعبي كان من الضروري ان تنشأ مستشفى لعلاج الجرحى والمرضى من مجاهدي الحشد والقوات الأمنية وبالفعل تظافرت الجهود والامكانيات على إعادة تأهيل المستشفى الواقعة ضمن قاطع سامراء المقدسة وبعد الاتفاق مع صاحب المستشفى جرى العمل بإعادة اعامرها وفي تاريخ (3/3/2015) أكمل العمل وبدأت الكوادر الصحية بممارسة الاعمال الطبية واستقبال حالات الإصابات من الجرحى والمصابين حيث وضعت هيأة الحشد الشعبي على عاتق "دائرة صحة ذي قار" بمسك زمام الأمور الطبية والإدارية في المستشفى وبجهود منتسبي الدائرة الغيارى والمجاهدين تُأدي مستشفى محمد ماجد عملها بأتم وأكمل وجه وتستقبل الحالات الصحية منذ ما يقارب الثلاثة سنوات بإنجازات عالية ساهمت مساهمة كبيرة وفعالة في اسعاف المجاهدين ومعالجة الحالات الصحية المستعصية.
وأضاف "سدخان" ان المستشفى تستقبل يوميا من "250-300 حالة صحية" وعلى مدار الـ 24 ساعة ولم تقتصر على حالات الجرحى من الحشد الشعبي والقوات الأمنية بل شملت جميع الحالات الصحية من أهالي المناطق المجاورة للمستشفى وأيضا منتسبي العتبة العسكرية المقدسة وزائري مرقد الامامين العسكريين عليهم السلام، وللمستشفى موقفٌ كبير في معالجة جرحى الانفجار الأخير في الكراج الرئيسي لمدينة سامراء المقدسة واسعفت ما يقارب الـ 130 حالة من ضمنها العمليات الكبرى والصغرى.
وأوضح ان المستشفى اختصت بجراحة الكسور وعمليات الجملة العصبية وعلاج حالات الإصابة بالأوعية الدموية والاسعافات الأولية وأيضا إصابات الراس وفق جهاز التصوير المقطعي (المفراس) وحسب الأقسام الإدارية "شعبة الطوارئ, ردهات رقود الجرحى, ثلاث صالات للعمليات الكبرى, المختبر والاشعة, وقسم الاسنان" ويعمل الأطباء في المستشفى وفق نظام البديل (الروتا) وبمعدل عشرة أيام لكل محافظتين وعلى مدار الثلاثة سنوات عمل في المستشفى أطباء من جميع محافظات العراق.
وأشاد بالدور الكبير في بداية تأسيس المستشفى "للدكتور سعدي الماجد" مدير دائرة صحة ذي قار سابقًا بالعمل على إنجاح عمل المستشفى ومتابعة الاحتياجات العامة للكادر من خلال هيأة الحشد الشعبي، وأيضا بدور طبابة العتبة العسكرية المقدسة وتواصلها مع إدارة المستشفى وتبادل الاحتياجات بما يخدم الجانبين، مختتما كلامه بأن بقاءهم في المستشفى محتوم بفتوى الجهاد الكفائي وانتهاء العمليات الجهادية والمعارك الدائرة وبهذا يكونوا قد ادوا دورهم اتجاه الوطن واثبتوا ان العراقيين في معركتهم الأخيرة ابدعوا في جميع المجالات مضحين بالغالي والنفيس.
والجدير بالذكر ان جميع العمليات الجراحية الكبرى والصغيرة المقامة في المستشفى تكللت بنجاح كبير ولم يحصل ان تفشل احدى العمليات او تودي بحياة الجرحى والمصابين اثر فشلها ونوعز هذا النجاح الطبي الى الهمة العالية للقائمين على المستشفى واحساسهم بالمسؤولية الجهادية والوطنية اتجاه الوطن واخوانهم المجاهدين في سوح القتال.