المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


الاختلاف في أوجه الاعراب


  

15244       04:18 مساءً       التاريخ: 5-5-2017              المصدر: عدي جواد الحجّار

أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-28 695
التاريخ: 2023-07-19 565
التاريخ: 2023-09-24 693
التاريخ: 11-3-2016 2654
التاريخ: 2023-08-09 950
ترتب على تغير مواقع حالات الاعراب جملة من الاختلافات، كاختلافهم في المرفوعات، وما تضم من مسائل الابتدأء والخبر والفاعل ونائب الفاعل والمصوبات وما تشتمل عليه من مفاعيل واخبار الأفعال الناقصة والنصب على نزع الخافش ومسائل التنازع والحال، والعطف على المنصوب والنصب على البدلية والنصب على الاستثناء، واختلافهم في المجرورات، كمسائل الجر بالإضافة والجر بالحرف، والتنظر في المجزومات مثل ما يجزم فعلا واحدا وما يجزم فعلين، والتامل في المبنيات كالاسم الموصول وأسماء الإشارة والضمائر، وما اثارته مباحث الأساليب كالقسم والاستفهام وغيرها، وما يلحق الالفاظ من التوابع كالصفة والتوكيد والبدل والعطف..(1)، فكانت هذه المسائل وغيرها مما له الأثر في تغير أواخر الكلم، والذي يعني تغير فهم المراد من مبنى الى آخر.
فمن ذلك: اختلافهم في تفسير قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة: 69].
فان كلمة (الصابئون) في الآية جاءت مرفوعة، وما قبلها منصوب، فما هو التوجيه الاعرابي للرفع؟ وما هو المعنى الذي يترتب على كل وجه محتمل؟
1- الرفع على التقديم والتأخير، والمعنى: ان الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون والنصارى كذلك، او تكون فائدة التقديم التنبيه على ان الصابئين يتاب عليهم ان صح منهم الايمان والعمل الصالح فما الظن بغيرهم(2). فيدل على سعة باب التوبة.
2- الرفع بالعطف على المضمر في هادوا، وكانه قال هادوا هم والصابئون(3)،
ورد من وجهين: أ- ان المضمر المرفوع لا يعطف عليه حتى يؤكد(4).
ب- ان المعطوف شريك المعطوف عليه. فيصير المعنى: ان الصابئين قد دخلوا في اليهودية، وان الصابئي على هذا القول يشارك اليهودي في اليهودية(5). وقد يجعل – على هذا الاحتمال – معنى هادوا: تابوا(6).
3- الرفع بالابتدأء وخبره محذوف، كانه قيل: ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا والصابئون كذلك(7).
4- الرفع بالعطف على الاسم الموصول (الذين) قبل دخول (إن) عليها. نحو (إني وزيد قائمان)(8).
5- الرفع على الابتدأء، عطفا على محل (إن واسمها)(9).
6- الرفع بالابتدأء، وتكون (إن) هنا بمعنى نَعَمْ(10)، واستشهدوا له بقول ابن قيس الرقيات(11):
 
بكر العواذل في الصباح                يلمنني والومهنه
ويقلن شيب قد علاك                  وقد كبرت فقلت انه(12)
فيتضح ابتناء هذا التتوع على اختلافات التوجيه الاعرابي والتي وجه بها المفسرون رفع لفظة (الصابئون)، فمنهام: عطف (الصابئون) على المضمر في هادوا ويكون معنى هادوا: تابوا، وعلى توجيه آخر تقديم (الصابئون) كونهم اكثر غيا ومع شدة غيهم يتاب عليهم ان صح منهم الايمان، وعلى غيره ان (الصابئون) مع كونهم صابئين يمكن ان يتاب عليهم والآية في مقام بيان ان لا عبرة في باب السعادة بالأسماء والالقاب كتسمي جمع بالمؤمنين، وفرقة بالذين هادوا، وطائفة بالصابئين وآخرين بالنصارى، وانما العبرة بالأيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، او على توجيه آخر انهم مأجورون او آمنون او فرحون(13).
فهذا التنوع التفسيري ترتب على اختلاف الأوجه الاعرابية في لفظ واحد مع اتفاقهم على رفعه، والتي نحاها المفسرون، ليتسق مؤداها وسيقا الآية الكريمة والفهم الإجمالي للنص القرآني بالنظر الى الآيات الاخر التي ورد فيها ذكر الصابئين، وما ارتكز في اذهان المفسرين من معالم ديانة الصابئين. وهناك بعض الكلمات ما يحتمل اكثر من حالة اعرابية ولكل حالة توجيهات وعليها تبتني تفسيرات متنوعة.
  ــــــــــــــــــــــ
1) ينظر: حسن كاظم اسد – القطب الراوندي ومنهجه: 179 – 202.
2) ينظر: الطوسي – التبيان: 3/ 592.
3) ينظر: ابن عطية الاندلسي – المحرر الوجيز: 2/ 219.
4) ينظر: الشوكاني – فتح القدير: 2/ 62.
5) ينظر: المصدر نفسه.
6) ينظر: ابن عربي – احكام القرآن: 2/ 295.
7) ينظر: أبو السعود – تفسير ابي السعود: 3/ 62.
8) ينظر: الثعلبي: تفسير الثعلبي: 4/ 95.
9) ينظر: الشوكاني – فتح القدير: 2/ 62.
10) ينظر: السيوطي – الاتقان: 1/ 541.
11) هو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي: شاعر قريش في العصر الاموي (ت 85هـ). الصفدي – الوافي بالوفيات: 19/ 19.
12) ينظر: ديوانه: 66.
13) الطبري – جامع البيان: 6/ 34 والنحاس – معاني القرآن: 1/ 42 وابن زمنين – تفسير ابن زمنين 2/ 38 – 39 والثعلبي – تفسير الثعلبي: 4/ 95 والطوسي – التبيان: 3/ 592 – 593 والزمخشري: 1/ 631 والطبرسي – مجمع البيان: 1/ 38 وج3/ 384 – 385 والعكبري – املاء ما من به الرحمن: 1/ 3 والسيوطي – الاتقان: 1/ 581 وأبو السعود – تفسير ابي السعود: 3/ 62 والشوكاني – فتح القدير: 2/ 62 ومحمد حسين الطباطبائي: الميزان في تفسير القرآن: 6/ 67.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)