قال ممثل المرجعية العليا والمتولي الشرعي لحرم أبي الفضل العباس، عليه السلام، إن على الإنسان أن يتعرّف على أبواب الله، وكيف يطرقها.
وأضاف، خلال خطبته الأولى من صلاة يوم الجمعة، من داخل الصحن الحسيني الشريف، "لله ابواب ولابد ان نعرف كيف نطرق هذه الابواب وكيف ندخلها".
وأشار إلى أن، "الله تعالى مطلع علينا دعونا ام لم ندعو تكلمنا ام لم نتكلم .. في الملأ ام في السر.. لكن هناك آداب بيّنها الله تعالى لابد ان نعرف".
وفي ما يلي النص الكامل للخطبة الاولى من صلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 19/شعبان/1437هـ الموافق 27/5/2016م :
ورد في دعاء الامام السجاد (عليه السلام) في ذكر التوبة وطلبها :
(أَللَّهُمَّ فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جئْتُكَ مُطِيعاً لاِمْرِكَ فِيمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ، مَتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيمَا وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجَابَةِ إذْ تَقُولُ (اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِـرَتِكَ كَمَا لَقِيتُكَ بِإقْرَارِي وَارْفَعْنِي عَنْ مَصَارعِ الذُّنُوبِ كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الانْتِقَامِ مِنِّي).
الله سبحانه وتعالى له ابواب فلابد ان نعرف كيف نطرق هذه الابواب وكيف ندخل الابواب.. الله تعالى مطلع علينا دعونا ام لم ندعو تكلمنا ام لم نتكلم .. في الملأ ام في السر.. لكن هناك آداب بيّنها الله تعالى لابد ان نعرف ..
الامام (عليه السلام) في هذا الدعاء يأتي الى القرآن الكريم يقول يا الهي انت وعدت ((اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، والوعد غير الوعيد التفتوا ..
الوعيد حالة من التهديد على المنكر وعلى فعل الحرام لكن الله تعالى غير ملزم بالوعيد لأن رحمته سبقت غضبه، اما الوعد فان الله كتب على نفسه الرحمة وهذا الوعد جزء من الرحمة والله تعالى التزم به ..(اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).. نعم شرائط قد نفقدها .. اكل حرام وادعوا الله تعالى .. اتكلم مع الله وانا فكري في غير الله تعالى، لا اتوجه الى الله تعالى .. شرائط ومكملات الدعاء قد افقدها .. الاجابة قد لا تتحقق لا لأن الله لا يجيب الدعاء بل شرط الدعاء غير حاصل.. هناك فرق بين الامرين..
الامام السجاد (عليه السلام) يقول : ((أَللَّهُمَّ فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جئْتُكَ مُطِيعاً لاِمْرِكَ فِيمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ)..
لاحظوا حالة التزلّف الى الله وحالة كوني عبد التفتت الان ان الله تعالى امرني فأنا جئت لهذا الأمر حتى يكون طاعة ..والله تعالى امرنا وقال ادعوني استجب لكم..
اخواني عندما نقرأ تراث اهل البيت عليهم السلام نجده مفعم ومملوء بالدعاء وهذه ادعية حقيقة لا يقوى على انشائها غير اهل البيت عليهم السلام فيها حالة من الارتباط العجيب مع الله تبارك وتعالى ومعرفة العبودية الحقّة من خلال الادعية..
عندنا الصحيفة السجادية فيها مضامين هائلة ومتنوعة .. الدعاء ليس معنى ذلك ترك الاسباب الظاهرية وانما الدعاء سبب من هذه الاسباب والدعاء حالة من الاعتماد والتوكل على الله تبارك وتعالى .. هذا غير مرتبط بترك الاسباب..
ان الانسان رغم كل ما عنده يدعو الله لأن الله واقعاً بيده المصائر..
ثم يقول الامام (عليه السلام) : (مَتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيمَا وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجَابَةِ إذْ تَقُولُ (اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
(مَتَنَجِّزاً وَعْدَكَ) انتظر وعدك وان الله تعالى انجز وعده ونفذ ما وعد..بماذا اين الله تعالى وعد ؟! قال (عليه السلام) : (فِيمَا وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجَابَةِ إذْ تَقُولُ (اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
واحدة عليكم وواحدة عليّ.. الفعل الذي يصدر منكم هو الدعاء لكن لا تدعوني على معصية لا تدعوني على امر انت لا تفهمه .. لذلك لاحظوا بعض الحالات الانسان يدعو الله تعالى بما يعتقد هو او ما يمر به من ظرف ... لكن هناك مضامين الانسان لا يفهم معنا بل لا يعرف كيف يدعو..
الادعية المأثورة عند اهل البيت عليهم السلام قطعاً كل الاثر في هذه الادعية المأثورة فهذه الادعية تصدر من عين صافية ووراثة حقيقية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).. فهذه الاحاديث المودعة الانسان يتعامل معها تعامل خاص قطعاً تختلف بين انني ادعو بلساني ادعو دعاء لا اعرف قد المصلحة في ذلك ثم بعد ذلك عندما اتوجه الى الائمة ارى ان هذه المضامين مضامين هائلة تستمطر رحمة الله تعالى من خلال الاساليب والمضامين الموجودة فيها ..
ثم قال (عليه السلام) : (أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِـرَتِكَ كَمَا لَقِيتُكَ بِإقْرَارِي وَارْفَعْنِي عَنْ مَصَارعِ الذُّنُوبِ كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الانْتِقَامِ مِنِّي)
ان الصلاة على محمد وآل محمد من مفاتيح اجابة الدعاء..
(وَالْقَنِي بِمَغْفِـرَتِكَ كَمَا لَقِيتُكَ بِإقْرَارِي)
هذه خطوة اليك يا الهي فانا كما اقررت بذنوبي القني بمغفرتك ..
(وَارْفَعْنِي عَنْ مَصَارعِ الذُّنُوبِ كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي)
الذنوب تصرع او الامكنة التي تصرع وتجعلني في حالة وضيعة ... كل الافعال التي لم التفت من المحرمات مصارع ذنوب.. فيدعوا يا الهي ارفعني عن مصارع الذنوب كما تذللت اليك..
لاحظوا اخواني الانسان يعبد الله تبارك وتعالى بانحاء العبادة لكن العبادة التي الله تبارك وتعالى يشجع عليها هي السجود .. الانسان هذه جبهته ارفع شيء عنده عندما يعفرها ويسجد الى الله تعالى كأنه لا توجد حالة بدنية اعلى من هذه الحالة للتذليل..ولذلك الحديث الشريف يبين بأنه اقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد..وهذه السجدة يتألم منها ابليس عليه اللعنة لأنها سبب اخراجه.. ففي السجود اقرب ما يكون العبد الى الله تعالى وابعد ما يكون عن ابليس..
الانسان كلما يتواضع لله سبحانه وتعالى الله يرفعه..
(وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الانْتِقَامِ مِنِّي)
اول معصية عصيت الله تعالى فيها استحق الانتقام لكن الله تعالى لم ينتقم الله تعالى تأنى وامهل واعطى .. اذن انت يا الهي قد تمهل فبهذا الامهال وبهذه الاناة ادعوك ان تستر عليّ لأنك لا تريد ان تفضحني ولا تريد ان تنتقم والا كان فعلت في السابق لكنك لا تريد ذلك .. فاتوسل اليك الهي واطلب منك وارجوك ان تسترني ولا شك ان الله تعالى هو ستار العيوب.. وقطعاً نحتاج ان الله تعالى ان يستر علينا.. فالله تعالى ستر علينا عيوباً في الدنيا ونحن احوج ما نكون لها في الاخرة..