بدعوة من الهيئة الإدارية واللجنة الثقافية للجالية العراقية في بريطانيا، وبرعاية ووزير السياحة العراقي الأستاذ (لواء سميسم) والقنصلية العراقية في مدينة (مانجستر)، شارك الفنان (إبراهيم النقاش) في المعرض الفني الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن، وجاءت هذه المبادرة الرائعة من قبل وزارة السياحة العراقية، والأولى من نوعها في لندن؛ لتدلل على الرعاية والاهتمام الكبير من قبل الأوساط الثقافية للإبداع والمبدعين العراقيين. كما أقام الأستاذ النقاش وضمن هذه الدعوة المباركة معرضاً ثانياً في مركز الرسول الأعظم (ص)، في مدينة (برمنكهام) التي تضم عدداً كبيراً من الجالية العراقية، أما المعرض الثالث فقد أقيم في مركز ( الخواجة ) في المدينة نفسها. وعرض الفنان النقاش عدداً من اللوحات الفنية في النحت على الخشب التي جسدت تراث العراق وعكست معالمه الحضارية من شماله الذي تشخص فيه الجبال الشامخة والشلالات المتدفقة، الى جنوبه حيث النخيل الباسقة والأنهار العظيمة، فضلاً عن اللوحات التي صورت معالم هذا البلد العريق بتاريخه. كما عرض في هذا التجمع الفني والثقافي عدداً من اللوحات الفنية الجميلة التي صورت معالم مدينة الكاظمية المقدسة وأزقتها التراثية القديمة في مناطق (الانباريين وعكد السادة وشارع المفيد..)، إضافة لعدد من الشخصيات الفكرية والعلمية والثقافية والشعبية المعروفة التي كانت وما زالت حاضرةً في ذاكرة صاحب هذا الفن الراقي الفنان إبراهيم النقاش. وشهد المعرض توافد جمع غفير من أبناء الجالية العراقية المقيمة في بريطانيا، حيث كان من أبرزهم سماحة الشيخ (محمد الشيخ) ممثل المرجعية ( مؤسسة الامام علي (ع) في لندن) والقنصل العراقي في مدينة مانجستر الدكتور(أحسان علاوي حسين)، الذي أبدى إعجابه وتقديره الكبير للأعمال الإبداعية، وللشخصية الرائعة للفنان النقاش، التي تفيض حباً للعراق وللعالم أجمع، كما أبدى رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لمركز الرسول الأعظم (ص) الحاج( لؤي الشكرجي) إعجابه وتقديره لهذا الفنان المبدع، وعرفانه وشكره للعتبة الكاظمية المقدسة على تعاونها وتواصلها الثقافي والعلمي مع أبناء العراق في الخارج. من جانبه ألقى الفنان النقاش كلمة في جلسة للحوار عقدها المركز باستضافة السيد القنصل، نقل في مستهلها تحيات خدمة العتبة الكاظمية المقدسة الى أبناء الجالية العراقية الكرام، ودعواتهم لهم بالخير والصلاح، ثم تحدث عن تجربته المباركة في العتبة المقدسة التي كان من أهمها وأعظمها شرفاً ترميم الصندوقين الخشبيين لضريحي الإمامين الجوادين(ع) قائلاً:( كان تكريم وشرف عظيم من الله سبحانه وتعالى أن أحظى بهذا العمل المبارك الذي كان الخطوة الأولى لتأسيس شعبة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة، حيث استطاعت هذا الورشة الفنية الفتية من تدريب كوادرها الشابة الواعدة، وتأهيلهم للقيام بأعمال فنية مختلفة نالت إعجاب واهتمام الكثير، وكانت محط أنظار الزائرين من رجال الدين والفكر والسياسة ومختلف طبقات المجتمع، والوفود العربية والأجنبية من مختلف أنحاء العالم، وأنا فخور بهذه الطاقات الإبداعية وأعمالهم الفنية الرائعة، ومن المؤمل إن تكون هذه الشعبة النواة الأولى لمشروع متحف العتبة الكاظمية المقدسة )، كما أعرب النقاش عن مشاعره وأحاسيسه المفعمة بالحب والعطاء والجمال، الذي عكسته لوحاته الرائعة مؤكداً على مقولته المشهورة: (الحب أساس البناء الصحيح )، ومقولة ابن الكاظمية البار العلامة الراحل الدكتور حسين علي محفوظ :(الحب أجمل ما نعطي وأجمل ما نأخذ). واستعرض الفنان النقاش أعماله الفنية التي جسدت الأقوال المأثورة لأهل البيت (ع)، موضحاً للحضور إن هذه الأقوال قد نقشت في قلبه قبل أن تنقش على الخشب، وأصبحت منهاجاً مباركاً في حياته، كما أبدى ارتياحه للفرصة التي أتيحت له لتعليم مجموعة من الفتية والشباب فن النحت والنقش على الخشب في المركز المشار إليه، وذلك من خلال الدورة التدريبية التي أقيمت في هذا المركز، ودار خلال هذا اللقاء حوار جميل أجاب خلاله على جملة من الأسئلة التي وجهت إليه. وفي ختام اللقاء توجه الفنان النقاش بالشكر الجزيل والعرفان والامتنان للحضور المبارك، على حسن الاستقبال والضيافة، مبدياً إعجابه لما لمسه من محبة وتماسك وتعاون بين أبناء الجالية العراقية الكريمة، وتمسكهم بالشعائر الدينية والعادات والتقاليد العراقية الأصيلة، وإصرارهم على تعليم أبنائهم اللغة العربية والقرآن الكريم، كما قدم شكره وامتنانه الوافر لجميع من ساهم في إنجاح هذه المشاركة وتهيئة الفرصة المباركة. من جانبه توجه القنصل العراقي الدكتور (إحسان علاوي حسين) بالشكر والامتنان للعتبة الكاظمية المقدسة، وللفنان المبدع الأستاذ (إبراهيم النقاش) ودعواته له بالتوفيق للمشاركة في معارض عالمية أخرى.