طبقاً لأحدث التصاميم الهندسية والفنية الخاصة بإنشاء المجمّعات المخزنية، وبما يتلاءم مع ما يشهده العالم من تطوّر في هذا المجال، باشرت العتبة العباسية المقدسة بإنشاء مجمع مخزني متكامل (السقاء3)، والذي يأتي ضمن سلسلة مشاريع البنى التحتية التي تعمل عليها لتوفير كلّ ما يخدم الزائرين أو يوفّر خدماتهم.
رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة -وهي الجهة المشرفة المباشرة على تصميم وتنفيذ المشروع- المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن لشبكة الكفيل: "نتيجة لما تشهده العتبة المقدسة من تطوّر وتوسّع في منشآتها، ولاتّباعها برنامجاً ومنهاجاً علمياً في نظام التخصّص في الخزن وحاجتها لمواقع مخزنية إضافية، جاءت فكرة إنشاء هذا المجمع ليُضاف الى سلسلة مشاريعها التخصصية، وفي سعيها الجاد من أجل النهوض بالتنمية الاستراتيجية الشاملة في مجالاتها وجوانبها المتعددة، ممّا سيوفر طاقة تخزينية هائلة تخدم العتبة العباسية المقدسة في خزن المواد التي ترد إليها والتي تحتاجها العتبة المقدسة، وفق نظام مخزني عالمي متطور يعتمد على أسلوب التخزين المنظم ليحافظ على السلع والبضائع، ويعتمد ذلك على نظام التصنيف والتوزيع الإداري وفق رؤية تخزينية عالمية".
مُضيفاً: "المشروع يُقام على مساحة قدرها (25,000 متر مربع) ويقع في منطقة الإبراهيمية جنوب كربلاء المقدسة، وهو عبارة عن مبنى خرساني متكوّن من أساس حصيري وأعمدة وسقوف وجسور خرسانية، وستقوم بتنفيذه شركة دبي للمقاولات العامة المحدودة وهي من الشركات المتخصّصة وذات خبرة في إنجاز مثل هذه المنشآت، حيث تمّ الانتهاء من أعمال تسوية الأرض الطبيعية مع أخذ الأوزان باستخدام أجهزة المساحة، فضلاً عن الانتهاء من أعمال فرش وحدل تراب الدفن (السبيس والجلمود) لقواعد الجملونات، مع تزويده بنظام إنارة متطوّر ومتقدّم جداً، مع نظام مراقبة بواسطة الكاميرات ونظام تهوية متطوّر جداً، إضافة الى أرضية خاصة بالمخزن ستكون من الأرضيات الجميلة والمستعملة في المخازن العالمية من مادة الايبوكسي القوية، والتي تتحمّل مرور العجلات والمركبات بشكل انسيابي، مع تزويد المخزن برفوف حسب المواصفات المخزنية العالمية، ليتيح ويساعد في عملية الجرد السريع لمواد المخزن، حيث سيكون واضحاً لمن يعمل داخل هذا المخزن أن يلمس التسهيل الذي سيكون في عمليات الجرد والحساب الخاصة بالمخزن".
يُذكر أنّ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة قد نفّذ وأشرف -منذ تأسيسه بعد سقوط النظام البائد وحتى الآن- على العشرات من المشاريع ‏الكبيرة -ومنها هذا ‏المشروع-فضلاً عن المئات من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في داخل ‏العتبة وخارجها، وقد تمّ تنفيذ معظم هذه المشاريع بكوادر عراقية مشتركة بين القسم المذكور وشركات محلّية ‏من خارج العتبة، أو الباقي مع شركات ذات عمالة أجنبية.‏