وتائر متصاعدة تشهدها أعمال تصنيع وتركيب قطع الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام)، حيث تمّ الانتهاء من تركيب الأعمدة الجانبية له على الهيكل الخشبي والتي تمتاز بميزات عديدة من ناحية القوة والمتانة والرصانة والدقّة في الصنع، والمتناغمة مع اللمسات الفنية والإبداعية ليضاف لما تمّ تركيبه سابقاً، وهي كلٌّ من قواعد الشباك التحتية ووردات القواعد.
الصائغ رعد حسين الخفاجي مسؤول مصنع الصياغة التابع للعتبة العباسية المقدسة بيّن لشبكة الكفيل: "بهمّةٍ عالية وإخلاصٍ وتفانٍ بالعمل لأُناسٍ نذروا وقتهم وجهدهم لهذا المشروع لما يحمله من خصوصية في نفوسهم وعقولهم توازيها عملية التزامٍ حرفي بفقرات ومخطّطات التصاميم الخاصة بمشروع ‏الشباك الجديد، ليتواصل العمل لإنجاز كافة فقرات ومفاصل الشباك الجديد لأبي الفضل العباس(عليه السلام) ".
مُضيفاً: "إنّ الأعمدة الجديدة تتميّز بالإضافة للسُمْك والحرفية الدقيقة في تصنيعها, فهي تتمتّع بالقوة والمتانة العاليتين، والتي ‏أكسبتها قدرةً إضافية للمقاومة لفترات طويلة, كذلك تتميّز بطريقة تركيبٍ على الهيكل الخشبي تُعدّ الأولى من نوعها في طريقة تركيب قطع الشبابيك الأخرى، وهي طريقة حصرية بكوادر المصنع ومن ابتكاراتهم تحفّظوا على الإفصاح عنها باعتبارها قضية تصنيعٍ حصرية بهم".
وبيّن الصائغ: "تمتاز الأعمدة الجانبية بميزات ومواصفات هي الأولى من نوعها أيضاً من الناحيتين التصنيعية والتركيبية حالها حال باقي الأجزاء الأخرى للشباك الشريف، حيث تمتاز هذه الأعمدة والبالغ عددها(18) بصناعتها من الفضة النقية عيار(999) المخلوطة بالذهب الخالص عيار(9999) بنسبة 2% وبوزن (19كغم) وبسُمْك(15ملم) أي أعلى من السمك القديم حيث ‏يبلغ سمك العمود القديم(1ملم), وكانت هذه الزيادة ليست مجرد أوزان فقط وإنّما طريقة فنية وحرفية مدروسة عن ‏طريق زيادة في نسبة الذهب والفضة ليتمتّع الشبّاك بعمرٍ أطول ومقاومةٍ أعلى للتغييرات‏ ومقاومة أكبر ضدّ الاسوداد ليُكسبه رونقاً ولوناً زاهياً".‏
وأكّد: "أنّ الدقة والتقنية التي تمّت بها صناعة هذه الأعمدة وكافة أجزاء الشبّاك الجديد لمرقد أبي الفضل العباس(‏عليه السلام) هي الأولى من نوعها ليس في العراق وحسب وإنما في كافة الدول المختصّة بصناعة شبابيك الأضرحة ‏الشريفة، والذي يُعتبر سابقةً للعتبة العباسية المقدسة في هذا المجال"‏.
من الجدير بالذكر أنّ الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) تمّت صناعته في ورش معمل الصياغة التابع للعتبة المقدسة بمواصفات عالية المتانة والجودة والدقة، وهو أوّل شبّاك يتمّ تصنيعه في العراق وبأيدي الصائغين العراقيين من منتسبي العتبة العباسية المقدسة، ويمتاز بخصائص جديدة وفريدة وعديدة تُضاف إلى خصوصية انفراده أصلاً بجمالية نقوشه وزخارفه الموجودة في جميع قطعه، وتميّزه عن باقي الأضرحة في العالم، حيث سيتمّ استبداله مع المحافظة على هذه الخصوصية لإبقاء هذا الصرح الفني الجميل أطول فترة ممكنة على حاله حاملاً لخصائصه التي تجعله ينفرد عن كافة شبابيك الأضرحة المقدّسة والمزارات الشريفة في العراق والعالم الإسلامي كما شهِد بذلك ذوو الاختصاص.