قدّمت الدكتورة أمل الخزعلي بحثًا علميًّا تحت عنوان (دور المرجعية الدينية في ترسيخ دولة المواطنة وإشاعة التسامح في العراق بعد 2003). جاء ذلك ضمن فعاليات الجلسة البحثية الثانية التي ترأسها الدكتور أفضل الشامي لمحور (فتوى الدفاع الكفائي والسلم المجتمعي) من المؤتمر العلمي الأول حول فتوى الدفاع الكفائي، الذي تقيمه فرقة العباس (عليه السلام) بالتعاون مع كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، تحت شعار (الدفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء)، في العتبة العباسية المقدسة. وقالت الخزعلي، إنّ "المرجعية الدينية تتمتع بمكانة مرموقة واحترام كبير داخل المجتمع العراقي، إذ تُعد الامتداد الفقهي لحركة الإمامية، ويُنظر إلى الفقيه المرجع كنائب للإمام، هذا الاحترام الكبير للمرجعية مكّنها من ممارسة أدوار مهمة في توجيه الأمة وصناعة الأحداث، خصوصًا خلال الفترات العصيبة التي شهدتها البلاد".
وأضافت "توضح الدراسة أنّ المرجعية، عبر فتاواها وتوجيهاتها، لعبت دورًا حاسمًا في توجيه الحياة السياسية والاجتماعية نحو مسار أكثر استقرارًا وعدالة، كما أنّ تعامل المرجعيات بحكمة مع الأحداث والمستجدات السياسية مكّنها من فرض وجودها بقوة على الساحة العراقية". وأشارت الخزعلي إلى أنّ "الدراسة تضمّنت نظرة فاحصة لتاريخ العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة، لتكشف عن الدور الفاعل الذي لعبه التيار الإسلامي في الحياة السياسية، ورغم التراجع الذي شهده هذا التيار بعد انسحاب العلماء من المعترك السياسي بعد ثورة العشرين، إلا أنّ المرجعية الدينية ظلت ظاهرة بارزة في الصراع المستمر بين الشعب العراقي وقوى الاحتلال ومعظم الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق".