لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل قادة النصر والتحرير الشهداء السعداء الأفذاذ الذين نالوا شرف الشهادة، وارتقوا سُلّم المجد، ونذروا حياتهم قرابين في سوح الجهاد في سبيل الدفاع عن العقيدة والوطن، وفي طليعتهم القائدين المجاهدين الشهيدين (الحاج أبو مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني) ورفاقهما تلك الثلة المؤمنة الذين وهبوا أنفسهم في سبيل الحقّ "رضوان الله عليهم" من أجل الحفاظ على المبادئ والعقيدة وثوابت ديننا الحنيف وكلمة التوحيد، أقامت العتبة الكاظمية المقدسة حفلها التأبيني برعاية مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وبحضور أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، ونخبة من الشخصيات الدينية والاجتماعية، وكوكبة من القيادات الأمنية ومقاتلي هيأة الحشد الشعبي، ومجموعة من الوجهاء وشيوخ العشائر.
استهل الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، أعقبتها كلمة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها: (من هذه الرحاب الطاهرة نهدي سلاما طأطأت حروفُه رؤوسَها خجلا وتحية ملؤها الافتخار لكل شهيد قدم روحه الغالية ودماءه الزاكية ليحيا الوطن طاهرا من دنس ال#دوا#عش التكفيريين وكل الطغاة المتجبرين الظالمين.. ومنهم الشهداء القادة أبطال معارك النصر والتحرير الشهيد السعيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفيق دربه الشهيد السعيد الحاج قاسم سليماني ورفاقهما الأبطال السعداء التي عرجت أرواحهم وهم صابرون محتسبون قبل أربعة أعوام لتشكو إلى ربها ظلم وفساد طواغيت العصر وجبابرة الكفر قوى الاستكبار العالمي الذين جبنوا في المواجهة ولجأوا إلى الغدر ظنا منهم أنهم سيمحون ذكرهم ويكسرون شوكتهم.
وأضاف: إن إحياء ذكرى الشهداء القادة هي في الواقع عملية تكريم واحتفاء بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن والدين والمقدسات.. إذ يُعتبر إحياء ذكرى الشهداء من أعظم الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الشعب تجاه قادته الذين فقدوا في طريق العز والكرامة.. فهذا الإحياء ضروري جدا للحفاظ على وعي الشعب بتضحيات هؤلاء القادة وأهميتها في تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الوطني والديني والعقائدي.. كما أن هذا الإحياء هو مناسبة لتذكر التضحيات والفداء والشجاعة التي قدمها الشهداء في سبيل رفعة راية الوطن والحفاظ على حياة الناس وأمنهم.
إن دور الشهداء وأثرهم في الحياة يكون ذا أهمية كبيرة وتأثير عميق على المجتمع والأجيال القادمة.. وتبرز هذه الأهمية من خلال الآتي:
1.الدفاع عن القيم والمبادئ: حيث يقدم الشهداء عنوانا للقدوة في الدفاع عن القيم والمبادئ النبيلة التي يؤمنون بها. فعندما يضحي الشهداء بحياتهم فإنهم يسلطون الضوء على قيم الإنسانية ويُعلموننا أهمية الوقوف مع الحق والعدالة.
2.إلهام المجتمع وتشجيعهم: إذ أن تضحية الشهداء تكون مصدر إلهام لشرائح المجتمع الذين يرون فيهم رموزًا للشجاعة والتضحية والإخلاص.. فإن قصصهم وتضحياتهم تحفز الآخرين على بذل المزيد من الجهود وتعزيز المبادرة والشجاعة والتضحية في سبيل تحقيق الأهداف والحفاظ على النصر.
3. الحفاظ على الذاكرة التاريخية: حيث تساهم تضحية الشهداء في الحفاظ على الذاكرة التاريخية للأمة والحفاظ على تراثها الوطني.. فالشهداء جزء لا يتجزأ من التاريخ والثقافة والهوية الوطنية، وتُعلّمنا قصصهم القوة والصلابة والتحمل في وجه التحديات.
4. ترسيخ قيم العدل والإنصاف: عندما يضحي الشهداء بحياتهم من أجل مكافحة الظلم والاضطهاد ونشر العدل والحق والكرامة في المجتمع، فهم يعلموننا أنه يجب الوقوف بالقول والفعل لصالح الأضعف ومحاربة الظلم والاعتداء.. لأن تضحية الشهداء لها تأثير عميق في الحياة ولا يُقدر بثمن حيث يتركون أثرًا دائمًا في قلوب الناس ومجتمعاتهم، ويتذكرهم التاريخ كأبطال وشهداء حقيقيين ويبقون أسوة وقدوة).
وشهد الحفل التأبيني مشاركة فرقة إنشاد الجوادين "عليهما السلام" بأوبريت يحمل عنوان: (لا ننساكما) كلماته للشاعر خادم العتبة المقدسة عبد العظيم الحسناوي، وكانت هناك مشاركة شعرية بقصيدة رثائية لخادم العتبة المقدسة الشاعر السيد مرتضى الحسني بقصيدة عنوانها: (الشهادة جمّعت شجعانها)، وقصيدة أخرى بعنوان: (حي على حبّ الوطن) أهديت لصاحب فتوى الدفاع المقدسة المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف".
واختتم الحفل التأبيني بقراءة مجموعة من المراثي من قبل خادم العتبة المقدسة الرادود كرار الكاظمي ثم الدعاء والتوجّه إلى المولى العليّ القدير أن يرحم شهداءنا، ويتغمدهم بوافر رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يُلحقهم بركب شهداء عاشوراء الذين استشهدوا مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" وأن يُلهم ذويهم ومحبّيهم الصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ويشدّ من أزرهم إنه سميع مُجيب.