أكّدت العتبة العباسية المقدسة أنّ حفل تخرّج الطالبات العراقية، ترجمة لرؤية المرجعية الدينية العليا واهتمامها بالمرأة. وحول آخر الاستعدادات والفعّاليات التي سيشهدها الحفل، أجرى المركزُ الخبريّ مقابلةً خاصة مع عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة ورئيس هيأة التربية والتعليم العالي فيها، والمتحدّث الرسمي باسم الحفل الدكتور عباس الدده الموسوي، هذا أهمّ ما تضمّنته: س/ هل استطاعت العتبة العباسية أن تسهم في ترجمة توصيات المرجعية الدينية العليا بالاهتمام بهذه الطبقة المهمّة من المجتمع؟ ‏لا شكّ أن هذه الطالبة التي نحتفل بها الآن هي بعبارة موجزة (أساس الأسرة العراقية)، ومركز التربية والتعليم فيها، وأن التركيز عليها هو شكل من أشكال البناء المستقبلي للفرد العراقي، ومن أجل ذلك فإن الأعداء يستهدفون المرأة أولاً، ويستهدفون الشباب أعني هذه المرحلة العمرية للإنسان، فكيف إذا اجتمعا معاً (المرأة الشابة). ‏لذلك أصبحوا يتّخذونها هدفاً لهم لأنهم إذا نالوا منها نالوا من تركيبة المجتمع وانتصروا عليه، والإسلام حثّ على هذه المبادئ واستوصى بالمرأة خيراً، وحثّ على رعايتها والاهتمام بتربيتها وتنشئتها. ‏ولأن مرجعتينا العليا وسيدها سيد النجف سماحة الإمام السيستاني (أدام الله ظلّه) في صميم هذه الرؤية، ولأن العتبة العباسية المقدسة تستنّ بنهجه وتستظلّ بهديه، فقد تبنّت هذه الرؤية وسقتها ورعتها وسهرت على ترجمتها، في برامج وأنشطة وفعاليات منها هذا المحفل الكريم. ‏وما دمنا ذكرنا صاحب الفتوى علينا أن نشكر الله على نعمة وجوده بيننا، فلولاه ولولاها لما بقي حجر على حجر ولما درسنا أو تخرّجنا أو احتفلنا بتخرّج، ولعادت بنا دورة الزمن إلى عصر الجاهلية البغيض المقيت بسبب جرذان داعش ودولة الظلام، ولله الحمد من قبل ومن بعد.
س/ رؤية العتبة العباسية المقدسة في إقامة هذا الاحتفال والتأكيد على تواصله سنوياً.. ‏ج/ في ظلّ ما يعصف بالإنسان العراقي من هجمات وغزوات تحاول النيل من معتقداته وأخلاقياته، وتهزّ لها الجذور وتضعضع الأركان فتغيّره من حال إلى حال، حيث لا يخفى أن هناك تيارات واتّجاهات وحركات لا همّ لها سوى ضرب الإنسان في إنسانيته وفي فكره وفي ثقافته. ‏وعادةُ العتبة العباسية المقدسة أن تصنع مصدّات للوقوف في وجه هذا الزحف، أحياناً في سبيل العلاج وأحياناً في سبيل الوقاية، وهذا النشاط مصنّف ضمن هذه المصدّات التي تترجم رؤية العتبة العباسية المقدسة. ‏ولأن الغزو كبير والأسلحة فتاكة وهي بخطورة أسلحة الدمار الشامل للإنسانية، لأنها تمسّ جوهر الإنسان وتنال من قيمه ومبادئه، ولأن الاستهداف دائم ومتكرّر عبر السنوات بل عبر الأيام والساعات، لذلك حرصت العتبة المقدسة على إدامة هذا النشاط سنوياً كي لا يحدث الفراغ الذي يشجّع أعداء الإنسانية والإسلام إلى استغلاله، ولكي يكون هناك حلّ جاذب لمن أرادت البحث عن البديل كي يكون بين يدي الطالبة، وفعلاً استقطب هذا الأنموذج اهتمام الخرّيجات العراقيات وخير دليلٍ على ذلك الأعداد والجموع الغفيرة، التي شاركت معنا في السنوات السابقة في النسخ الخمس. وتطلق العتبة المقدسة احتفاليتها السنوية دفعة (تخرّج بنات الكفيل)، مساء اليوم، ويستمر ليومين، ويُعدّ من أضخم المهرجانات التي تقيمها، بفعالياتٍ وفقرات متنوعة؛ من أجل تقديم الدافع المعنوي للطالبات المتخرّجات، وأن تُكلّل مسيرتهنّ التعليمية وانطلاقتهنّ للحياة العملية من حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام).