تٌعد المتاحف وما تحويه من نفائس أحد أهم حلقات الوصل بين الماضي والحاضر وأحدى النوافذ التي تطل بها الشعوب على ماضيها ,وهناك عشرات الآلاف من المتاحف في جميع أنحاء العالم تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية فنية، أو ذات أهمية تاريخية وجعلها متاحة للجمهور من خلال المعارض التي قد تكون دائمة أو مؤقتة ومنها متحف الكفيل التابع للعتبة العباسية المقدسة الذي يحتوي على العديد من النفائس والقطع النادرة والتاريخية المهداة من قبل الأمراء والسلاطين والوزراء والوجهاء والمسلمين ومن مختلف الدول الإسلامية.
وقد تحدث لموقع الكفيل مدير المتحف المذكور ومعاون رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة صادق لازم جاسم "أن شعبة المتحف تتكون من أربعة وحدات رئيسية هي وحدة التوثيق والأرشفة ووحدة السجاد ووحدة المختبر ووحدة القاعة "
وأضاف " أن العاملين في هذه الوحدات هم من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال, وخصوصاً العاملين في وحدة المختبر وهم من حملة الشهادات في علوم الكيمياء والحياة, وتم إدخالهم في دورات عدة وكلً حسب أختصاصة وبإشراف نخبة من الأساتذة والأكاديميين والتي تمحورت حول كيفية صيانة وإدامة المعادن والمواد النسيجية وعمليات أرشفتها والطرق العلمية الحديثة لديمومتها والمحافظة عليها ومنها الدورات التي كانت في الهيئة العامة للآثار والتراث العراقي و في المختبر المركزي التابع لها, والتي كان لها دور مفيد جدا وفاعل في تحسين أداء الكادر و زيادة الحرفية والدقة في الحفاظ على النفيسة لأطول فترة ممكنة ".
مضيفاً" هناك عدد من الأساتذة من جامعة كربلاء و القادسية و بابل وهم أساتذة مختصين في مجال علم الآثار و يتطوعون للعمل معنا بين فترة وأخرى إضافة إلى كادرنا الموجود في المتحف و يرفدونا بكل ما هو جديد في مجال عملنا ولديهم شهادات اشتراك في دورات تخصصية في أمريكا وإيطاليا واليابان ".
وتابع" هنالك عدة عمليات تمر بها النفائس والتحف من لحظة استلامها إلى إن تصل إلى مستقرها النهائي في وحدة قاعة العرض وأول هذه العمليات هي عملية الجرد والتوثيق والتصوير وترقيمها ومن ثم تصنيفها إلى مجموعات وحسب مكوناتها, الأنسجة مع الأنسجة والمعادن مع المعادن وهكذا, بعد ذلك نقوم بدراسة هذه القطع ونجري لها فحص وتقييم شامل لمعرفة نسبة ومدى الإضرار اللاحقة بها فإذا كانت القطعة جيدة نقوم بتنظيفها بطريقة خاصة وباستعمال مواد كيمائية خاصة أيضا وحسب نوعها, أما إذا كانت القطعة تحتاج إلى صيانة وترميم أو معالجة فإنها تدخل إلى وحدة المختبر لإجراء العمليات اللازمة, ثم تذهب القطعة بعد تقييمها إلى قاعة المتحف للعرض أو تذهب إلى الخزن حسب تقييمها وحالتها" .
وعن طريقه عرض القطع أوضح لازم" هناك قطع ثابتة العرض في القاعة وذلك لشدة الطلب عليها من قبل الزائر عليها ,وإما القطع الأخرى فإنها تستبدل كل أربعة أشهر بقطع أخرى لإتاحة اكبر فرصة ممكنة للزائر للاطلاع على ما موجود من نفائس".
وأضاف مسؤول وحدة المختبر في المتحف سجاد حسن
"إن المتحف يستقبل العديد من النفائس والتحف والسجاد والقطع التي لها قيمة كبيرة ونحن بدورنا ككادر في المختبر يتمحور عملنا حول صيانة هذه النفائس وهي على عدة أنواع منها المعادن والأحجار وغيرها من المواد , ونصنفها كمواد عضوية وغير عضوية فعند استلام القطعة نقوم بتقيمها و ما تحتاجه من إدامة, ومن ثم نقوم بتنظيفها و أزلة التكلسات الموجودة عليها وباستخدام عدة مواد وأدوات وأهمها مادة المايكودريل Article Micodral الذي يساعد في إزالة الصدأ والتكلسات بشكل قوي ونستخدم الكحول( alcohol) أيضا في عملية التنظيف هذا بالنسبة للمعادن".
وبين " القطع الخشبية فعملية أدامتها تحتاج إلى القليل من الرطوبة وشفرات خاصة لغرض تنظيفها وتعتبر مرحلة التنظيف العملية الأولى التي تمربها النفائس عند دخولها المختبر ولا نقوم بتغيير إي شي في القطع حفاظاً عليها وعلى قيمتها الأثرية والتاريخية, والمختبر حاليا مجهز بأدوات وأجهزة حديثة وذات كفاءة عالية ".
وأوضح سجاد "من الطرق المستخدمة لخزن السجاد هي الطريقة اليابانية المسماة (الجكليتة) وهي من أحدث الطرق المستخدمة في هذا المجال، والسجاد موجود بأعداد وأنواع مختلفة وكثيرة، حيث يتم تصنيفه إلى نفيسة وجيدة جداً وجيدة، وعزل المتضرر منه بسبب سوء الخزن سابقاً، وكذلك قطع الأسلحة المعدنية حيث يتم خزنها بطريقة الحامل البلاستيكي والحديدي من قبل الكوادر الفنية المختصة ".
يذكر أنه لم يكن في العتبة العباسية المقدسة - أو باقي عتبات العراق المقدسة - قبل سقوط الطاغية في 9/4/2003م أي قسم من الأقسام الـ 19 الموجودة حالياً في العتبة العباسية المقدسة، والتي يٌقسم كلاً منها إلى شـُعب وكلاً من الأخيرة إلى وحدات، والتي لم تكن موجودة قبل ذلك، حيث تضم أقساماً هندسية وتعليمية وعلمية وثقافية وخدمية وتنظيمية ومالية وإدارية وغيرها.