يعتبر سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعا عند النساء. ويوجد منه عدة
أنواع. بالأضافة الى ذلك فعند كل مريضة قد يكون الورم في مرحلة تختلف عن الأخرى.
ومن هنا نرى أن كل مريضة قد تختلف عن الأخرى من ناحية الفحوصات والتشخيص والعلاج.
ولا يوجد علاج واحد فقط يناسب الجميع.يوجد عدة أنواع من العلاجات لأورام الثدي،
مثل الجراحة، العلاج الكيماوي والأشعة.وقد تحتاج المريضة المصابة بورم الثدي نوع
أو أكثر من نوع من هذه العلاجات حسب نوع الورم والمرحلة التي وصل اليها.سوف أشرح
هنا أهم أنواع العلاجات لأورام الثدي.
1. الجراحة:تعتبر الجراحة من العلاجات الأساسية لهذا النوع من
الأورام. وعادة تكون أول علاج في سرطان الثدي. وهدف الجراحة هو التخلص من الورم
كاملا في الثدي والغدد اللمفاوية في الابط اذا كانت مصابة.من ناحية الثدي يوجد عدة
عمليات ممكنة:إزالة جزئية للثدي:في هذه الحالة يكون الورم صغير وباقي الثدي سليم.
وهذا يمكن من إزالة الورم من الجزء المصاب والحفاظ على الجزء السليم من الثدي.
وهذه العملية هي مفضلة لدى كثير من المرضي من ناحية نفسية.إزالة كاملة للثدي:وهذا
يتم اللجوء اليه في حالة كان الورم كبير نسبيا ولا يمكن الحفاظ على الثدي.إزالة تجميلية
للثدي:وفي هذه الحالة يتم إزالة الثدي كاملا مع الحفاظ على كامل الجلد وإضافة
عملية تجميلية في نفس الوقت. من المهم
المعرفة أن كل مريضة قد تناسبها عملية تختلف عن الأخرى. ويستطيع جراح الأورام
تحديد أنسب عملية لكل مريضة. ويجب التأكد من أن كل هذه العمليات تؤدي الى نفس
النتيجة من ناحية الشفاء من الورم، وهذا طبعا اذا تمت من قبل خبير في هذه
العمليات.بالإضافة الى عملية الثدي فيجب الاهتمام بإزالة الغدد اللمفاوية في منطقة
الإبط إذا كانت مصابة. في الماضي كانت تزال الغدد في كل المرضى. أما الآن فهي
تستأصل فقط إذا كانت مصابة و ذلك لأن ازالتها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات من ناحية،
ومن ناحية أخرى فهي لا تفيد في العلاج بشيء إذا كانت غير مصابة. ويتم معرفة اصابة
الغدد عن طريق فحص ما يسمي بالغدد الحارسة. فيجب التأكد من أن الجراح عنده الخبرة
الكافية لعمل هذا الفحص.
2. العلاج الكيماوي:الأدوية الكيماوية عادة تعطى عن طريق الوريد. وهي
تصل إلى كل مناطق الجسم والهدف منها هو الحماية من رجوع الورم إلى باقي أعضاء
الجسم، مثل الرئة والكبد والعظم. عادة يعطى الكيماوي في 4 إلى 8 جرعات حسب مرحلة
الورم. ويستمر هذا العلاج من 3 الى 6 أشهر تقريبا.للعلاج الكيماوي عدة آثار جانبية
مثل الاستفراغ وفقدان الشهية والتعب وتقرح الفم وسقوط الشعر. ولكن يوجد عدة أنواع
من الأدوية الكيماوية وليست كل الأدوية لها نفس الآثار الجانبية. ويوجد بعض المرضى
الذين لا يحتاجون الى أي علاج كيماوي، خصوصا في المراحل المبكرة للورم.
3. العلاج الإشعاعي:هذا العلاج يعطى لبعض المرضى فقط حسب مرحلة الورم
وحسب طبيعة العملية التي أجريت. فيه يتم تعريض منطقة الثدي المصاب بالأشعة وهذا
يتم في خلال بضع دقائق فقط. وهدف هذا العلاج هو الحماية من رجوع الورم في منطقة
الثدي. وبما أن الأشعة تعطى في منطقة الثدي فإنها لا تؤثر على باقي الجسم . تكون
عادة جلسات الأشعة من 25 إلى 30 جلسة وتدوم من 5 الى 6 أسابيع. وهي تعطى بعد
العلاج الكيماوي أو بعد العملية بعدة أسابيع.
4. العلاج الهرموني:حوالي 70% من المرضى بسرطان الثدي يحتاجون أيضا
علاج بالهرمونات. وهذا يعتمد على الفحص المخبري للورم حيث يكون عندهم مستقبلات
الهرمونات ايجابي (ER, PR). ويوجد عدة أنواع من الهرمونات ،وهي تعطى عن طريق الفم. ويمكن، في بعض
الحالات فقط، إضافة ابرة شهرية لإيقاف الدورة.ويعطى العلاج عادة لمدة 5 سنوات.
وهذا العلاج له تقريبا نفس فوائد الكيماوي من ناحية الحماية من رجوع الورم ولكنه
لا يغني عنه. الآثار الجانبية للهرمونات قليلة جدا مقارنة بالكيماوي.
5. العلاج الموجه/العلاج المناعي:هذا العلاج يعتبر جديد نسبيا وهو
أحد العلاجات الفعالة في علاج أورام الثدي. وأكثر نوع منتشر منه هو دواء هيرسبتين
(Herceptin). وهو
عبارة عن أجسام مضادة موجهه للخلايا السرطانية. وهو دواء غالي ولكن يفيد في تقريبا
20% من المريضات فقط، وهم الذين توجد مستقبلات HER-2 في الورم لديهم.وعادة يعطى هذا الدواء مع العلاج
الكيماوي. من آثاره الجانبية الرئيسية أنه يؤثر على عضلة القلب. ولذلك فهو لا يعطى
للمرضى الذين لديهم مشكلة في القلب.من المهم المعرفة أن علاج سرطان الثدي يختلف من
مريضة لأخرى حسب نوع ومرحلة الورم. وبالإضافة الى العلاجات المذكورة أعلاه
فان الرعاية النفسية ضرورية جدا لأن تشخيص السرطان عند أي مريضة قد يسبب الشعور
بالخوف أو الكآبة أو الحزن. وجود الأهل والأقارب والأصدقاء المساندين ،بالإضافة
الى الطبيب المعالج، ضروري جدا للعلاج المتكامل للمريضة.