انطلاقاً من نهجها ونهوضها بأعباء المسؤولية المُلقاة على عاتقها، واهتمامها البليغ بديمومة النشاطات القرآنية من خلال الارتقاء بالأساليب العلمية الجديدة في نشر الثقافة القرآنية، وبرعاية مباركة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري استضافت رحاب الصحن الكاظمي الشريف (المُلتقى الوطني لتوحيد لوائح التحكيم) وفق مخرجات المؤتمر الدولي المنعقد في العراق، الذي أقامه المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم في ديوان الوقف الشيعي بالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، بحضور نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي للشؤون الدينية والثقافية الدكتور إحسان جعفر، ونائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وممثلي المؤسسات القرآنية وكوكبة من الأساتذة والمحكّمين القرآنيين من محافظات العراق.
استهل حفل الافتتاح بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، تلاها قراءة سورة الفاتحة المباركة (وقوفاً) ترحماً على روح المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني وأروح عُلمائنا الأعلام وشهدائنا الأبرار، بعدها كلمة المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم وألقاها مدير المركز الدكتور رافع العامري بيّن خلالها قائلاً: (إن حمل كتاب الله في الواقع هو خدمته بشكل عملي عن طريق الاضطلاع بمهمات علمية وعملية من شأنها أن تقدّم خدمة للساحة القرآنية حاضراً ومستقبلاً وهو ما رسمه المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم).
وأضاف: (أن التطور الذي طرأ على الكثير من الشخصيات القرآنية في العراق عن طريق وصول البعض إلى مراتب الشهادات العُليا ومشاركتهم القيمة في المسابقات الوطنية والدولية في مجال القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره قد أوصلهم إلى النضوج الفكري الرائد والخبرة المتراكمة واللذان يمهدان إلى وضع القرار العلمي في مجال القوانين والقواعد والأسس التي عن طريقها يمكن الوصول إلى الإنصاف العادل بين المتنافسين في المسابقات القرآنية المختلفة، فها هي الكاظمية اليوم ومن جوار بحر العلوم الزاخر الإمامين الجوادين "عليهما السلام" نجتمع لنتدارس ما تم جمعه من لوائح تحكيم عديدة آخذين بنظر الاعتبار ما تم طرحه من مخرجات علمية رصينة أفرزتها لجان متخصصة في دول عديدة لها باع طويل في إجراء المسابقات القرآنية للخروج بقانون علمي رصين ينصفهم بالحق والعدل والمساواة).
أعقبها كلمة ترحيبية لديوان الوقف الشيعي وألقاها السيد وكيل الشؤون الدينية والثقافية الدكتور إحسان جعفر رافعاً التعازي لمقام صاحب العصر والزمان والحوزة العلمية والعالم الإسلامي برحيل آية الله الكلبايكاني كما أشاد بانعقاد هذا المُلتقى القرآني وتوحيد الرؤى والأهداف والعمل بروح الفريق الواحد متمنياً من هذه الرحاب الطاهرة أن تأخذ مخرجاته سبيلها إلى الطريق العملي.
بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها نائب الأمين العام جاء فيها قائلاً: (جميل أن نلتقي في هذه الرحاب الطاهرة مع شريحة مباركة طيبة حملت على عاتقها خدمة كتاب الله العزيز ولكن الأجمل.. أن سبب اللقاء هو إقامة الملتقى القرآني الوطني لمناقشة السبل الكفيلة لتوحيد لوائح التحكيم.. تلك اللوائح التي تحفظ موهبة القراء وكفاءتهم وتضمن حقوقهم في المنافسات القرآنية التي نجدها هي الأجدر في بسط العدل ووضع الموازين المهنية لأنها تتعامل مع كتابٍ طالما أمرنا بالقسط.. إذ قال تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
وأضاف: (إن هذه اللقاءات حتما ستثمر إن شاء الله تعالى بما يدفع نحو النهوض بالعمل القرآني والارتقاء بالساحة القرآنية لأنكم أناس مهنيون ولكم ثقلكم.. وهدفكم هو خدمة كتاب الله العزيز، إن المسابقات القرآنية تحظى في هذا البلد المبارك بعناية كريمة من قبل حملة كتاب الله العزيز، وما زالت المسابقات في تطوّر دائم، وتحديث مستمر، ومن ذلك ما يقام من دورات في تعليم أحكام التلاوة والوقف والابتداء والصوت والنغم ودورات تدريبية في التحكيم في المسابقات القرآنية لرفد الساحة القرآنية بدماء جديدة على مستوى المعلمين والقراء والمحكمين.
نأمل أن تكون ثمرة هذا المُلتقى تصب في مجال الدورات التدريبية للمحكمين، وتسهم في رفع مستواهم وتطوير قدراتهم وزيادة معارفهم.. فضلا عن تقديم لوائح لمسابقات حفظ القرآن الكريم وتلاوته كي تُعد مرجعاً أساسياً يضمن نجاح المسابقات ودعم رصانتها ونزاهتها بما يليق بمكانة أقدس كتاب سماوي نزل على أحب خلق الله وأشرف الموجودات وفخر الكائنات الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
وشهد حفل الافتتاح مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين واختتم بالجلسات النقاشية والتشاورية العلمية بين الأساتذة المحكمين القرآنيين للوصول توصيات موحدة في مجال لوائح التحكيم.